اشارات الاعجاز | قالوا عنالقرآن | 305
(288-339)

(ان معجزة الانبياء الذين سبقوا محمداً كانت في الواقع معجزات وقتية وبالتالي معرضة للنسيان السريع. بينما نستطيع ان نسمي معجزة الآيات القرآنية: (المعجزة الخالدة) وذلك ان تأثيرها دائم ومفعولها مستمر، ومن اليسير على المؤمن في كل زمان وفي كل مكان ان يرى هذه المعجزة بمجرد تلاوة في كتاب الله، وفي هذه المعجزة نجد التعليل الشافي للانتشار الهائل الذي احرزه الاسلام، ذلك الانتشار الذي لا يدرك سببه الاوروبيون لانهم يجهلون القرآن، او لانهم لا يعرفونه الا من خلال ترجمات لا تنبض بالحياة فضلاً عن انها غير دقيقة).(1)
-4-
(ان كان سحر اسلوب القرآن وجمال معانيه، يحدث مثل هذا التأثير في [نفوس علماء] لا يمتون الى العرب ولا الى المسلمين بصلة، فماذا ترى ان يكون من قوة الحماسة التى تستهوى عرب الحجاز وهم الذين نزلت الآيات بلغتهم الجميلة؟… لقد كانوا لا يسمعون القرآن الا وتتملك نفوسهم انفعالات هائلة مباغتة، فيظلون في مكانهم وكأنهم قد سمّروا فيه. أهذه الايات الخارقة تأتي من محمدy ذلك الامي الذي لم ينل حظاً من المعرفة؟.. كلا ان هذا القرآن لمستحيل ان يصدر عن محمد، وانه لا مناص من الاعتراف بان الله العلي القدير هو الذي املى تلك الايات البينات..)(2)
-5-
(لا عجب ان نرى النبى الامي يتحدى الشعراء، ويعترف لهم بحق نعتهم له بالكذب، إن أتوا بعشر سور من مثله، فقد آمن بعجزهم عن ذلك).(3)
ديورانت (4
-------------------

(1) نفسه، ص 118.
(2) نفسه، ص 119 - 121.
(3) نفسه، ص 121.
(4) ول ديورانت W.Durant : مؤلف امريكي معاصر، يعد كتابه (قصة الحضارة) ذو الثلاثين مجلداً، واحداً من اشهر الكتب التي تؤرخ للحضارة البشرية عبر مساراتها المعقدة المتشابكة، عكف على تأليفه السنين الطوال، واصدر جزأه الاول عام 1935، ثم تلته بقية الاجزاء.
ومن كتبه المعروفة كذلك (قصة الفلسفة).

لايوجد صوت