نعم انهم يوفقون بالظفر بالاخلاص الكامل لما يجدون ويرون من أمارات كثيرة تدل على ان كل ضيق ومشقة في المدرسة اليوسفية لها عشرة اضعافها من الفوائد المعنوية والمادية، ومن النتائج اللطيفة، ومن الخدمات الواسعة الخالصة للإيمان، بل قد تصل الى مائة صعف، وعندئذٍ لا يتنازلون لكسب المنافع الخاصة الجزئية.
وبالنسبة لي فان لأماكن الانزواء والمعتكفات هذه لطافة حزينة الاّ أنها لذيذة وهي كما يأتي:
اني أجد هنا من الاوضاع والاحوال ما كنت اجدها في ايام شبابي في بلدتي وفي مدرستي القديمة، حيث كان طعام قسم من طلاب المدارس – حسب عادة الولايات الشرقية – يأتيهم من خارج المدرسة وقسم آخر يطبخونه فيما بينهم في المدرسة، فكما نظرت هنا – مع حالات اخرى متشابهة 0 تذكرت تلك الحالة ايام شبابي من خلال حسرة لذيذة فأذهب خيالاً الى تلك الايام، وأنسى حالات شيخوختي.
ذيل اللمعة السادسة والعشرين
هو المكتوب الحادي والعشرون، نشر ضمن (المكتوبات)
اللمعة السابعة والعشرون