اَلْحَمْدُ ِﷲِ عَلَى اْلاِيمَانِ الْحَاوِى لِنُقْطَتَىِ اْلاِسْتِنَادِ وَ اْلاِسْتِمْدَادِ.
نَعَمْ بِسِرِّ غَايَةِ عَجْزِ الْبَشَرِ وَ كَثْرَةِ اَعْدَائِهِ يَحْتَاجُ الْبَشَرُ اَشَدَّ اِحْتِيَاجٍ اِلٰى نُقْطَةِ اِسْتِنَادٍ يَلْتَجِأُ اِلَيْهِ لِدَفْعِ اَعْدَائِهِ الْغَيْرِ الْمَحْدُودَةِ وَ بِغَايَةِ فَقْرِ اْلاِنْسَانِ مَعَ غَايَةِ كَثْرَةِ حَاجَاتِهِ وَ اٰمَالِهِ يَحْتَاجُ اَشَدَّ اِحْتِيَاجٍ اِلٰى نُقْطَةِ اِسْتِمْدَادٍ يَسْتَمِدُّ مِنْهَا
وَ يَسْئَلُ حَاجَاتِهِ بِهَا فَاْلاِيمَانُ بِاﷲِ هِىَ نُقْطَةُ اِسْتِنَادٍ لِفِطْرَةِ الْبَشَرِ. وَ اْلاِيمَانُ بِاْلاٰخِرَةِ هُوَ نُقْطَةُ اِسْتِمْدَادٍ لِوِجْدَانِهِ ❊ فَمَنْ لَمْ يَعْرِفْ هٰذَيْنِ النُّقْطَتَيْنِ يَتَوَحَّشُ عَلَيْهِ قَلْبُهُ وَ رُوحُهُ وَ يُعَذِّبُهُ وِجْدَانُهُ دَائِمًا. وَ مَنِ اسْتَنَدَ بِاْلاِيمَانِ اِلَى النُّقْطَةِ اْلاُولٰى وَاستَمَدَّ مِنَ النُّقْطَةِ الثَّانِيَةِ اَحَسَّ مِنْ اَعْمَاقِ رُوحِهِ لَذَائِذًا مَعْنَوِيَّةً وَ اُنْسِيَّةً مُسَلِّيَةً وَ اِعْتِمَادًا يَطْمَئِنُّ بِهَا وِجْدَانُهُ ❊
اَلنُّقْطَةُ الرَّابِعَةُ
اَلْحَمْدُ ِﷲِ عَلٰى نُورِ اْلاِيمَانِ الْمُزِيلِ لِْلاٰلاَمِ عَنِ اللَّذَائِذِ الْمَشْرُوعَةِ بِاِرَائَةِ دَوَرَانِ اْلاَمْثَالِ، وَ الْمُدِيمِ (٣) لِلنِّعَمِ بِاِرَائَةِ شَجَرَةِ اْلاِنْعَامِ وَ الْمُزِيلِ (٤) اٰلاَمَ الْفِرَاقِ بِاِرَائَةِ لَذَّةِ تَجَدُّدِ اْلاَمْثَالِ. يَعْنِى اَنَّ فِى كُلِّ لَذَّةٍ اٰلاَمًا تَنْشَأُ مِنْ زَوَالِهَا.. فَبِنُورِ اْلاِيمَانِ يَزُولُ الزَّوَالُ وَ يَنْقَلِبُ اِلٰى تَجَدُّدِ اْلاَمْثَالِ، وَ فِى التَّجَدُّدِ لَذَّةٌ اُخْرٰى
---------------------------------------------------------------
(٣: نسخه: وَ مُدِيمِ النِّعَمِ
٤: نسخه: وَ مُزِيلِ اٰلاَمِ