اَلْحَمْدُ ِﷲِ الَّذِى (٣) دَلَّ عَلٰى وُجُوبِ وُجُودِهِ وَ دَلَّ النَّاسَ عَلٰى اَوْصَافِ جَلاَلِهِ وَ جَمَالِهِ وَ كَمَالِهِ وَ شَهِدَ علٰى اَنَّهُ وَاحِدٌ فَرْدٌ صَمَدٌ اَلشَّاهِدُ الصَّادِقُ الْمُصَدَّقُ وَ الْبُرْهَانُ النَّاطِقُ الْمُحَقَّقُ سَيِّدُ اْلاَنْبِيَاءِ وَ الْمُرْسَلِينَ ❊ اَلْحَاوِى لِسِرِّ اِجْمَاعِهِمْ وَ تَصْدِيقِهِمْ وَ مُعْجِزَاتِهِمْ ❊ وَ اِمَامُ اْلاَوْلِيَاءِ وَ الصِّدِّيقِينَ ❊ اَلْحَاوِى لِسِرِّ اِتِّفَاقِهِمْ وَ تَحْقِيقِهِمْ وَ كَرَامَاتِهِمْ ❊ ذُو اْلاِرْهَاصَاتِ الْخَارِقَةِ وَ الْمُعْجِزَاتِ الْبَاهِرَةِ وَ الْبَرَاهِينِ الْقَاطِعَةِ الْوَاضِحَةِ ❊ ذُو اْلاَخْلاَقِ الْعَالِيَةِ فِى ذَاتِهِ ❊ وَ الْخِصَالِ الْغَالِيَةِ فِى وَظِيفَتِهِ ❊ وَ السَّجَايَا السَّامِيَةِ فِى شَرِيعَتِهِ ❊ مَهْبَطُ الْوَحْىِ الرَّبَّانِىِّ بِاِجْمَاعِ الْمُنْزِلِ بِتَوْفِيقٍ لَهُ ❊ وَ الْمُنْزَلُِ بِاِعْجَازِهِ ❊ وَ الْمُنْزَلِ عَلَيْهِ بِقُوَّةِ اِيمَانِهِ ❊ وَ الْمُنْزَلِ اِلَيْهِمْ بِكُشُوفِهِمْ وَ تَحْقِيقَاتِهِمْ ❊ سَيَّارُ عَالَمِ الْغَيْبِ وَ الْمَلَكُوتِ ❊ مُشَاهِدُ اْلاَرْوَاحِ وَ مُصَاحِبُ الْمَلٰئِكَةِ مُرْشِدُ الْجِنِّ وَ اْلاِنْسِ ❊ وَ اَنْوَرُ ثَمَرَاتِ شَجَرَةِ الْخِلْقَةِ ❊ سِرَاجُ الْحَقِّ ❊ بُرْهَانُ الْحَقِيقَةِ ❊ لِسَانُ الْمُحَبَّةِ ❊ مِثَالُ الرَّحْمَةِ ❊ كَاشِفُ طِلْسِمِ الْكَائِنَاتِ ❊ حَلاَّلُ مُعَمَّاءِ الْخِلْقَةِ ❊دَلاَّلُ سَلْطَنَةِ الرُّبُوبِيَّةِ ❊ مَدَارُ ظُهُورِ مَقَاصِدِ خَالِقِ الْكَائِنَاتِ فِى خَلْقِ الْمَوْجُودَاتِ ❊ وَ وَاسِطَةُ تَظَاهُرِ كَمَالاَتِ الْكَائِنَاتِ اَلْمُرْمِزُ بِشَخْصِيَّتِهِ الْمَعْنَوِيَّةِ اِلٰى اَنَّهُ نُصْبَ عَيْنِ فَاطِرِ الْكَوْنِ فِى خَلْقِ الْكَائِنَاتِ (يَعْنِى اَنَّ الصَّانِعَ نَظَرَ اِلَيْهِ وَ خَلَقَ ِلاَجْلِهِ وَ ِلاَمْثَالِهِ هٰذَا الْعَالَمَ) ❊ ذُو الدِّينِ وَ الشَّرِيعَةِ وَ اْلاِسْلاَمِيَّةِ الَّتِى هِىَ بِدَسَاتِيرِهَا اَنْمُوذَجُ دَسَاتِيرِ السَّعَادَةِ فِى الدَّارَيْنِ ❊ كَاَنَّ ذٰلِكَ الدِّينَ فِهْرِسْتَةٌ اُخْرِجَتْ مِنْ كِتَابِ الْكَائِنَاتِ ❊ فَكَاَنَّ الْقُرْاٰنَ الْمُنْزَلَ عَلَيْهِ قِرَائَةٌ ِلاٰيَاتِ الْكَائِنَاتِ اَلْمُشِيرُ دِينُهُ الْحَقُّ اِلٰى اَنَّهُ نِظَامُ نَاظِمِ الْكَوْنِ ❊ فَنَاظِمُِ هٰذِهِ الْكَائِنَاتِ بِهٰذَا النِّظَامِ اْلاَتَمِّ اْلاَكْمَلِ هُوَ نَاظِمُ ذٰلِكَ الدِّينِ الْجَامِعِ بِهٰذَا النَّظْمِ اْلاَحْسَنِ اْلاَجْمَلِ سَيِّدُنَا نَحْنُ مَعَاشِرَ بَنِى اٰدَمَ وَ مُهْدِينَا اِلَى اْلاِيمَانِ نَحْنُ مَعَاشِرَ الْمُؤْمِنِينَ مُحَمَّدٌ ابْنُ عَبْدِ اﷲ اِبْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ عَلَيْهِ وَ عَلٰى اٰلِهِ اَفْضَلُ الصَّلَوَاتِ وَ اَتَمُّ التَّسْلِيمَاتِ مَادَامَتِ اْلاَرْضُ وَ السَّمٰوَاتُ ❊ فَاِنَّ ذٰلِكَ الشَّاهِدَ يَشْهَدُ عَنِ الْغَيْبِ فِى عَالَمِ الشَّهَادَةِ عَلٰى رُؤُسِ اْلاَشْهَادِ بِطَوْرِ الْمُشَاهِدِ