أما رسائل النور، فلكونها معجزة معنوية للقرآن الكريم فهي تنقذ اسس الايمان واركانه، لا بالاستفادة من الايمان الراسخ الموجود، وانما باثبات الايمان و تحقيقه وحفظه في القلوب وانقاذه من الشبهات والاوهام بدلائل كثيرة وبراهين ساطعة. حتى حكم كل من ينعم النظر فيها: بانها اصبحت ضرورية في هذا العصر كضرورة الخبز والدواء.
ان الدواوين والمؤلفات السابقة تقول:
كن ولياً وشاهد وارق في المقامات والدرجات، وابصر وتناول الانوار والفيوضات!.
بينما رسائل النور تقول: كن من شئت وابصر! وافتح عينيك فحسب وشاهد الحقيقة وانقذ ايمانك الذي هو مفتاح السعادة الابدية.
ثم ان رسائل النور تحاول اولاً اقناع نفس مؤلفها ثم تخاطب الآخرين؛ لذا فالدرس الذي اقنع نفس المؤلف الامارة بالسوء اقناعاً كافياً و تمكّن من ازالة وساوسها وشبهاتها ازالة تامة لهو درس قوي بلاشك، وخالص ايضا بحيث يتمكن وحده من أن يصد تيار الضلالة الحاضرة التي اتخذت شخصية معنوية رهيبة - بتشكيلاتها الجماعية المنظمة - بل أن يجابهها و يتغلب عليها.
ثم ان الرسائل ليست كبقية مصنفات العلماء تسير على وفق خطى العقل وادلته ونظراته، ولا تتحرك كما هو الشأن لدى الاولياء المتصوفين بمجرد أذواق القلب وكشوفاته.. وانما تتحرك بخطى اتحاد العقل والقلب معا و امتزاجهما، وتعاون الروح واللطائف الاخرى، فتحلّق الى اوج العلا وتصل الى مراق لا يصل اليها نظر الفلسفة المهاجمة فضلاً عن اقدامها وخطواتها، فتبين انوار الحقائق الايمانية وتوصلها الى عيونها المطموسة..
[حكمة التكرار]
اخوتى الاعزاء الاوفياء حق الوفاء!