اشارات الاعجاز | اُولئِكَ عَلَى هُدىً مِنْ رَبِّهِمْ وَاُولئِكَ هُم | 78
(76-80)

واما التنكير في ﴿هُدى﴾ فيشير الى انه غير ﴿هدى للمتقين﴾ اذ المنكّر المكرر غير الاول في الاغلب(2). فذاك مصدر وهذا حاصل بالمصدر.. وهو صفة محسوسة قارة(3) كثمرة الاول.
واما لفظ ﴿من﴾ فيشير الى ان الخلق والتوفيق في اهتدائهم - المكسوب لهم - من الله.(1)
واما لفظ الـ (رب) فيشير الى ان الهداية من شأن الربوبية فكما يربيهم بالرزق يغذيهم بالهداية.
﴿وَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ﴾
اعلم! ان مظان تحري النكت هي: عطف (الواو)، ثم تكرار (اولئك)، ثم (ضمير الفصل)، ثم الالف واللام، ثم إطلاق (مفلحون) وعدم تعيين وجه الفلاح.
اما العطف فمبني على المناسبة؛ اذ كما ان ﴿اولئك﴾ الاول اشارة الى ثمرة الهداية من السعادة العاجلة؛ فهذه اشارة الى ثمرتها من السعادة الآجلة. ثم انه مع ان كلاً منهما ثمرة لكل ما مر، الا ان الأَولى أَن ﴿اولئك﴾ الاول يرتبط عِرْقُه بـ﴿الذين﴾ الاول، الظاهر انهم المؤمنون من الأميين، ويأخذ قوته من اركان الاسلامية، وينظر الى ما قبل ﴿وبالآخرة هم يوقنون﴾. و ﴿اولئك﴾ الثاني ينظر برمز خفي الى ﴿الذين﴾ الثاني، الظاهر انهم مؤمنو اهل الكتاب. ويكون مأخذه اركان الايمان واليقين بالآخرة. فتأمل!
واما تكرار ﴿اولئك﴾ فاشارة الى استقلال كل من هاتين الثمرتين في العلة الغائية للهداية والسببية لتميزهم ومدحهم، الا ان الأولى ان يكون ﴿اولئك﴾ الثاني اشارة الى الاول مع حكمه كما تقول: ذلك عالم

---------------

(2) حيث ان النكرة اذا كررت بصورة معرفة، فتلك المعرفة هى عين تلك النكرة، اما اذا ذكرت النكرة نكرة فلا تكون عين النكرة في الاغلب (ت:67).
(3) قارة: ثابتة.
(1) اذ الاهتداء، اى سلوك طريق الصواب، هو ضمن اختيارهم وداخل كسبهم، مع ان الهداية التى هى صفة ثابتة، فهى من الله تعالى (ت:67).

لايوجد صوت