القارئ الا ان يطالع ما كتبه المستشرقون في هذا الباب.. الذين وصفوا كيفية جمعه وتدوينه، وهؤلاء اجانب غرباء كثيراً ما يصوّبون اسهمهم الناقدة السامة نحو الاسلام. والواقع ان الدلائل التاريخية واضحة بأجلى وضوح مما لا يترك اي شك في ان الفرقان الكريم لم يطرأ عليه اي تحريف او تحوير وقد جاء كلام الله بكامله على لسان نبيهy دون ان يتغير فيه حرف واحد)(1)
-3-
(ورد في القرآن انه جاء مهيمناً على ما بين يديه من الكتاب، ويستدل من ذلك ان التعاليم الالهية المقدسة الاصلية قد ضمن القرآن المحافظة عليها بما اوضحه من الحقيقة باظهار الصحيح والدخيل في الكتب الرائجة في زمان نزوله، وعليه فيكون بهذا البيان والايضاح قد جاء خير مهيمن على كتب الله الحقيقية وخير حافظ اياها من التلاعب)(2)
-4-
(الواقع انه يتعذر على المرء الذي لم يتقن اللغة العربية ولم يضطلع بأدابها ان يدرك مكانة هذا الفرقان الالهي وسموه وما يتضمنه من المعجزات المبهرة، ولما كان القرآن الكريم قد تناول كل انواع التفكير والتشريع فقد يكون من العسير على انسان واحد ان يحكم في هذه المواضيع كلها، وهل من مناص للمرء من الانجذاب الى معجزة القرآن بعد تمعنه في اميّة نبي الاسلام ووقوفه على اسرار حياة الرسولy.. فقد جعل الله تعالى معجزة القرآن وامية محمدy برهاناً على صدق النبوة وصحة انتساب القرآن له..)(3)
-------------------
(1) نفسه، ص 1/86.
(2) نفسه، ص 1/87.
(3) نفسه، 1/182 - 183.