اشارات الاعجاز | قالوا عنالقرآن | 315
(288-339)

التأليف في كل منها، واغتنت اللغة العربية بتعابير جديدة كثيرة بعيدة من الفساد بمخالطة اللغات الاخرى..)(3)
-3-
(مما يجدر ذكره ان يكون القرآن، بين مختلف اللغات التي يتكلم بها مختلف الشعوب الاسلامية في آسيا حتى الهند، وفي افريقية حتى السودان، كتاباً يفهمه الجميع، وان يربط القرآن هذه الشعوب المتباينة الطبائع برابط اللغة والمشاعر..)(4)
سيرويا (1)
-1-
(.. القرآن وحي من الله، لا يدانيه اسلوب البشر، وهو في الوقت عينه، ثورة عقيدية، هذه الثورة العقيدية لا تعترف - لا بالبابا ولا اى مجمع لعلماء الكهنوت والقساوسة، حيث لم يشعر الاسلام يوما بالخشية والهلع من قيام مبدأ التحكيم العقلي الفلسفي. فاذا قارنا الاسلام باليهودية والمسيحية نجد بعض الخطوط المميزة والتي لا تبدو مطابقة تماماً خاصة مع المسيحية.. فالنظام المسيحي اليهودي يخالف الاسلام حيث لا يوجد فراغ بين الخالق والخلق البشري، هذا الفراغ لدى اليهود والمسيحيين ملئ بالواسطة.. ولا شئ من هذا يتفق مع الاسلام. فمحمدy مع كونه مبعوثاً ورسولاً من لدن الله لم يتظاهر بانكار دعوات كل من موسى وعيسى، كل مجهوده انحصر في تنقيتهما على ما جاء في القرآن، الذي وضع في العام الاول مهاجمة مبدأ الثلاثية منبهاً الى ان عيسى ليس سوى رجل ابن مريم وليس بابن الله والقول بان الله له ولد، هذا شرك كبير تنشق له السماء وتنفتح له الارض وتنسحق له الجبال. اما روح القدس فما هو الا بمثابة ملاك

-----------------

(3) نفسه، ص 458.
(4) نفسه، ص 458.
(1) هنري سيرويا H. Serouya: مستشرق فرنسي.
من آثاره: (موسى بن ميمون: ترجمته واثاره وفلسفته) (1921)، (الصوفية والمسيحية واليهودية)، (فلسفة الفكر الاسلامي).

لايوجد صوت