شعرية؟)(1)
-2-
(لا يزال لدينا برهان آخر على مصدر القرآن الالهي في هذه الحقيقة: وهي ان نصّه ظل صافياً غير محرف طوال القرون التي تراخت ما بين تنزيله ويوم الناس هذا، وان نصه سوف يظل على حاله تلك من الصفاء وعدم التحريف، باذن الله، مادام الكون)(2)
-3-
(ان هذا الكتاب، الذي يتلى كل يوم في طول العالم الاسلامي وعرضه، لا يوقع في نفس المؤمن ايما حسّ بالملل. على العكس، انه من طريق التلاوة المكرورة يحبب نفسه الى المؤمنين اكثر فاكثر يوما بعد يوم. انه يوقع في نفس من يتلوه او يصغى اليه حسّاً عميقاً من المهابة والخشية. ان في امكان المرء ان يستظهره في غير عسر، حتى اننا لنجد اليوم، على الرغم من انحسار موجة الايمان، آلافاً من الناس القادرين على ترديده عن ظهر قلب وفي مصر وحدها عدد من الحفاظ اكثر من عدد القادرين على تلاوة الاناجيل في اوروبا كلها)(3)
-4-
(ان انتشار الاسلام السريع لم يتم لا عن طريق القوة ولا بجهود المبشرين الموصولة. ان الذي ادى الى ذلك الانتشار كون الكتاب الذي قدمه المسلمون للشعوب المغلوبة مع تخييرها بين قبوله ورفضه، كتاب الله، كلمة الحق، اعظم معجزة كان في ميسور محمدy ان يقدمها الى المترددين في هذه الارض)(1)
-5-
(فيما يتصل بخلق الكون فان القرآن على الرغم من اشارته الى
-------------------------------------
(1) دفاع عن الاسلام، ص 56 - 57
(2) نفسه، ص 58 - 59
(3) نفسه، ص 59
(1) نفسه، ص59