اشارات الاعجاز | قالوا عنالقرآن | 320
(288-339)

شيئاً لم يكن بالامكان ان يصبح حقيقة الا في عصرنا هذا المعقد، الآلي. لقد عرف الناس التكاثر في جميع العصور والازمنة ولكن هذا التكاثر لم ينته قط من قبل الى ان يكون مجرد اشتياق الى امتلاك الاشياء والى ان يصبح ملهاة حجبت رؤية ايما شئ آخر.. اليوم اكثر من امس وغداً اكثر من اليوم.. لقد عرفت ان هذا(1) لم يكن مجرد حكمة انسانية من انسان عاش في الماضي البعيد في جزيرة العرب النائية فمهما كان هذا الانسان على مثل هذا القدر من الحكمة فانه لم يكن يستطيع وحده ان يتنبأ بالعذاب الذي يتميز به هذا القرن العشرون. لقد كان ينطق لي، من القرآن، صوت اعظم من صوت محمد)(2)
فيشر (3)
-1-
(ان القرآن كلام الله يشد فؤاد المسلم، وتزداد روعته حين يتلى عليه بصوت مسموع، ولكنه لا يفهم هذه الروعة كما لم يفهمها زملاؤه الذين سبقوه الى الاعتراف ببلاغة القرآن، اعتماداً على اثره البليغ في قلوب قرّائه وسامعيه، ثم يقفون عند تقرير هذه البلاغة بشهادة السماع)(4)
-----------------

(1) يشير الى سورة التكاثر التي اخبرت باعجاز عن ازمة القرن العشرين.
(2) نفسه، ص 328 - 329.
(3) الدكتور سيدني فيشر Sydney Fisher: استاذ التاريخ في جامعة اوهايو الامريكية، وصاحب الدراسات المتعددة في شئون البلاد الشرقية التي يدين الاكثرون من ابنائها بالاسلام. مؤلف كتاب (الشرق الاوسط في العصر الاسلامي) والذي يناقش فيه العوامل الفعالة التي يرجع اليها تطور الشعوب والحوادث في هذه البلاد واولها الاسلام.
(4) الشرق الاوسط في العصر الاسلامي، عن العقاد: ما يقال عن الاسلام، ص 54.

لايوجد صوت