سنوحات | افادة مرام | 38
(1-39)

خفاقاً ليرفرف في آفاق الكمالات، معلنين سر الحكمة الازلية المقدرة في بني البشر رغم كل شئ.
وهذا هو نصف حكايتي.
مثال:
والآن سأمثل للحالة الروحية التي تدفع الى القول : نفسي نفسي.. ماذا عليّ. بالآتي:
يتقابل شخصان وتبدأ المناظرة والمفاخرة بينهما، احدهما جسور ولكن عضت النوائب(1) عشيرته الاصيلة. والآخر جبان، لكنه ينتمي الى عشيرة اخرى تبسمت لها الاقدار. فالاول ما ان يرفع رأسه ويرى ذلّ عشيرته لا تستطيع عزة نفسه تحمّل الذل، فيخفض رأسه وينظر الى نفسه، فيراها محملة الى حدٍّ ما بالعزة. وعندها يبدأ غروره المجروح بالانانية بالصراخ قائلاً: وماذا عليّ.. ها أنذا! وهاهي افعالي انا .. فينسحب من تلك العشيرة او ينتسب الى اخرى مظهراً عدم اصالته.
أما الثاني فكلما رفع رأسه سطعت امام ناظريه مفاخر عشيرته فينتفخ غروره. ولكن ما ان ينظر الى نفسه يراها واهية، وعندها يتيقظ روح التضحية والفداء في الشعور القومي. فيقول : فداكِ نفسي يا عشيرتي!.
فاذا فهمت الرمز الكامن في هذا المثال، فان في ميدان العالم هذا،ميدان الامتحان والمجاهدة والسباق، اذا تظاهرت مشاعر كل مسلم ونصراني، وكوردي ورومي، في اثناء المبارزة في الحمية، تجد سر المثال. ولكن هذا التفاوت ليس كما يظنه الناس وربما هو ناتج من النظر الظاهري والسطحي وغلط الحس.
ايها المسلم!
اياك ان تنخدع. فلا تخفض رأسك! فان قطعة ألماس نادرة مهما كانت صدئة افضل من قطعة زجاج لامعة دوماً. فان ضعف الاسلام الظاهري ناشئ من خدمة هذه المدنية الحاضرة في سبيل دين آخر.
آن الأوان اذن ان تبدل هذه المدنية صورتها، فاذا ما بدّلتها فالقضية تنعكس. 
------------------------------------------------------
(1) بمعنى ان (الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر) ليس مجازاً - المؤلف.

لايوجد صوت