وقد فصلت ذلك في كتاب آخر.(1)
حكاية:
قبل عشر سنوات (المقصود سنة 1910م) ذهبت الى "تفليس" وصعدت تل الشيخ صنعان ، كنت اتأمل تلك الارجاء واراقبها. اقترب مني احد رجال البوليس فقال :
- بم تنعم النظر؟
قلت: اخطط لمدرستي!
قال : من اين انت؟
قلت : من بتليس
قال: وهنا تفليس!
قلت : بتليس وتفليس شقيقتان
قال: ماذا تعني؟
قلت : لقد بدأ ظهور ثلاثة انوار متتابعة في آسيا، في العالم الاسلامي، وستظهر عندكم ثلاث ظلمات بعضها فوق بعض ، سيُمزّق هذا الستار المستبد ويتقلص ، وعندها آتي الى هنا وانشئ مدرستي.
قال: هيهات ! انني احار من فرط أملك؟
قلت : وانا احار من عقلك ! أيمكن ان تتوقع دوام هذا الشتاء؟ إن لكل شتاء ربيعاً ولكل ليل نهاراً.
قال: لقد تفرق المسلمون شذر مذر.
قلت: ذهبوا لكسب العلم ، فها هو الهندي الذي هو ابن الاسلام الكفوء يدرس في اعدادية الانكليز.
وها هو المصري الذي هو ابن الاسلام الذكي يتلقى الدرس في المدرسة الادارية السياسية للانكليز..
وها هو القفقاس والتركستاني اللذان هما ابنا الاسلام الشجاعان يتدربان في المدرسة الحربية للروس.. الخ.
فيا هذا ! ان هؤلاء الابناء البررة النبلاء، بعد ما ينالون شهاداتهم، سيتولى كل منهم قارة من القارات، ويرفعون لواء ابيهم العادل، الاسلام العظيم ،
---------------------------------------------------
(1) المقصود الخطبة الشامية - المترجم