الخطبة الشامية | الكلمة الاولى | 46
(1-47)

7نيسان 1325 رومي
الجريدة الدينية عدد/ 10
30نيسان 1909م

يا عساكر الموحدين! اني ابلغكم أوامر سيد العالمينy:
ان طاعة اولي الأمر ضمن الدائرة المشروعة فرض. فاولياء اموركم واساتذتكم ضباطكم.
ان الثكنات العسكرية اشبه ما تكون بمعمل عظيم منتظم اذا اختل دولاب من العمل يؤثر في خراب المعمل بأكمله.
ان مصنعكم العسكري القوي المنظم نقطة استناد واعتماد ثلاثين مليوناً من العثمانيين وثلاثمائة مليوناً من المسلمين ونقطة استمدادهم.
ان قتلكم لاستبدادين عظيمين دون اراقة دم كان امراً خارقاً. ولانكم قد اظهرتم معجزتين للشريعة الغراء. فقد اظهرتم لضعفاء العقيدة قوة الحمية الاسلامية وقدسية الشريعة في برهانين اثنين.
ولو كنا نضحي بالوفٍ من الشهداء في سبيل هذين الانقلابين لكنا نعدها ضئيلة، ولكن لوضُحيَ بجزء من الف جزء من طاعتكم فهو غال جداً. لأن تناقص طاعتكم يولد الموت، كتناقص الحرارة الغريزية والعقدة الحياتية.
ان تاريخ العالم يشهد أن تدخل الجنود في السياسة قد ادّى الى اضرار جسيمة للدولة وللأمة معاً.
فلابد أن حميتكم الاسلامية ستصرفكم عن مثل هذه الاضرار التي تصيب حياة الاسلام التي تكفلتم بحفظها.
ان الذين يفكرون في السياسة هم بمثابة قوتكم المفكرة من اولياء الأمور والضباط. ان ما تظنونه احياناً من ضرر يصبح خيراً، لأنه يدفع ضرراً أكبر في السياسة. فضباطكم حسب تجاربهم يرون هذا الامر ويأمرونكم به. فعليكم الطاعة دون تردد، اذ لا يجوز التردد والتلكؤ.

لايوجد صوت