الحجة الزهراء | المقام الاول | 19
(1-94)

وإياكَ نَسْتَعينُ  إهدِنا الصِرَاطَ المُسْتَقيمَ  صِراطَ الذينَ اَنعَمْتَ عليهم غَيرِ المغضُوبِ عَليهم ولاالضّآلين﴾ آمين

الكلمة الاولى : وهي ﴿الحمدُلله﴾
ان اشارة في منتهى الاختصار الى حجتها الايمانية هي :
ان مبعث الحمد والشكر في الكون؛ هو الآلاء والنعم التي تغدق قصدا ً ولاسيما إرسال اللبن الخالص السائغ للشاربين من بين فرث ودم للصغار والاطفال العاجزين، والاحسانات والهدايا الاختيارية، والاكرامات والضيافات الرحيمة التي غطت سطح الارض برمته، بل غمرت الكون كله، وان ما يقدم لها من اثمان وقدر لقيمتها هي قول: (بسم الله) بدءاً ثم (الحمدلله) ختاماً؛ وبينهما الاحساس بالانعام من خلال النعمة نفسها ثم البلوغ منه الى معرفة الرب الجليل. فانظر الى نفسك بالذات والى معدتك والى حواسك ؛ كم هي محتاجة الى أمور كثيرة ونعم وفيرة! وكم تطلب الارزاق واللذائذ والاذواق بأثمان الحمد والشكر! ابصر هذا وقس على نفسك كل ذي حياة.
وهكذا فإن الحمد غير المتناهي المنطلق بألسنة الاحوال والاقوال؛ إزاء هذه الآلاء الشاملة؛ يبين كالشمس الساطعة ربوبية عامة وموجودية معبود محمود ومنعم رحيم.

الكلمة الثانية : وهي ﴿رَبِّ العَالمَينَ﴾
ان اشارة مختصرة جداً الى ما فيها من حجة هي :
إننا نشاهد بأبصارنا ان في هذا الكون الوف العوالم والاكوان الصغيرة، بل ملايين منها، واغلبها متداخل بعضها في البعض؛ وبرغم ان ادارة كل منها؛ وشرائط تدبير شؤونها متباينة، فانها تدار

لايوجد صوت