الحجة الزهراء | المقام الاول | 16
(1-94)

صدقهم في دعواهم تشهد ايضاً على الاخرة والحياة الباقية التي هي اعظم وادوم دعواهم.
فقياساً على هذا فان جميع الادلة التي تثبت سائر الاركان الايمانية تشهد بدورها على حدوث الاخرة وعلى انفتاح ابواب دار السعادة الخالدة.
ثالثا ً: ان خالق هذا الكون الذى خلقه بجميع ذراته وسياراته وأجزائه وطبقاته مقلداً كلاً منها بوظيفة بل وظائف كثيرة بكمال الحكمة ومسخراً لها باستمرار اظهاراً لكماله وقدرته وربوبيته. والذي يرسل طوائف المخلوقات قافلة اثر قافلة بل يرسل دنىً متعاقبة متجدّدة سيالة الى مضيف هذا العالم والى ميدان امتحان هذه الحياة الدنيوية ليظهر تجليات غير محدودة لاسمائه الحسنى السرمدية وليلتقط صور تلك المخلوقات واعمالها واوضاعها بكامرات برزخية وسينمات اخروية منصوبة في عالم المثال. ومن بعد تسريحها يرسل طوائف اخرى قافلة اثر قافلة، بل يرسل نوعا ًمن دنى سيارة وسيالة الى ذلك الميدان، لاجل ان تتسنم وظائف جليلة وتصبح مرايا لتجليات اسمائه الحسنى.
فهل من الممكن لهذا الخالق الجميل، الصانع الجليل،الله ذي الكمال، الاّ يجعل دار ثواب وجزاء؟ والاّ يقيم الحشر والنشور لنوع الانسان الذي يقابل بالشعور والعقل في هذه الدنيا الفانية جميع مقاصد ذلك الخالق الكريم، والذي يحبّ ذلك الخالق ويحببه بجميع استعداداته، والذي يعرفه ويعرّفه، ويتوسل اليه بادعية لاحد لها لبلوغ السعادة الابدية والبقاء الاخروى، والذي يسأل الحياة الباقية التي هي اللذة بعينها يسألها بجميع فطرته وروحه واستعداده لما يتألم آلاماً لاحد لها بالعقل الذي يحمله.

لايوجد صوت