الحجة الزهراء | المقام الاول | 14
(1-94)

وان القدرة نفسها، في اللحظة نفسها تحول صحيفة الهواء الى لوحة محو وإثبات، جاعلة من ذراتها كلها كأنها نهايات قلم ذلك الكتاب ونقاطه، مستعملة اياها في وظائف كثيرة ضمن ما يعيّنه الامر والارادة الإلهية، حتى انها اعطت قابلية الى كل من تلك الذرات لتتلقى الكلمات والمكالمات كلها كأنها تعلم بها وتنشرها بلاخطأ ولاحيرة كأنها اُذينات صغيرة ولُسينات دقيقة. مما يثبت ان عنصر الهواء عرش للأمر والارادة الإلهية.
وهكذا فقياساً على هذه الاشارة المختصرة:
فالذي جعل هذا الكون في حكم مدينة منسقة، وقصر عامر، ومضيف فاخر وكتاب معجز، وقران مبين، ويمسك في قبضة قدرته بميزان العلم ونظام الحكمة جميع طبقات المخلوقات ودوائرها وطوائفها ابتداءً من ذرة من ذراتها وانتهاء ً الى مجموع الكون كله، ويدبّر شؤونه ويتصرف فيه ويظهر ضمن تلك القدرة الجليلة، حكمته البالغة ورحمته الواسعة ويُُعلم ضمن ربوبيته المطلقة ويعرّف بها وجوده ووحدانيته، تعريفاً ظاهراً كالشمس في رابعة النهار. فيطلب ازاء تعريفه، التعرف اليه بالايمان، وإزاء تودده ودّه بالعبادة، وازاء آلائه شكره وحمده.

فالذين لايعرفون هذا الرحمن الرحيم ولايسعون بالعبودية لحبّه، بل يضلون الى الانكار فيضمرون نوعاً من العداء تجاهه.. هؤلاء ليسوا الاّ شياطين في صور أناسي، وفي حكم نماردة صغار وفراعنة صُغر. ولاشك أنهم يستحقون عذاباً خالداً لانهاية له.

الكلمة الحادية عشرة : وهي ( واليه المصير)
اي: ان المصير الى دائرة حضوره، والى عالمه الباقي، والى دار

لايوجد صوت