آخرته، والى منزل سعادته السرمدية، كما انه مرجع جميع مخلوقات الكون فتستند اليه وترجع الى قدرته جميع سلسلة الاسباب، علماًً ان الاسباب ستائر وضعت امام تصرفات تلك القدرة، لأجل الحفاظ على هيبتها وعزتها المقدسة. فجميع الاسباب الظاهرية ستائر لا تأثير لها في الايجاد قطعاً. فلولا امره جل وعلا وارادته لايقدر شئ - حتى الذرة - من الحركة.
نشير اشارة مختصرة الى ما في هذه الكلمة من حجة فنقول:
اولاً: ان حقيقة الحشر والآخرة والحياة الباقية التي تعبّر عنها هذه الكلمة المقدسة نحيل اثباتها والتصديق بها الى (الكلمة العاشرة) وذيولها والى الكلمة التاسعة والعشرين التي تثبت تحققها القاطع كتحقق الربيع المقبل، والى المسألة السابعة من رسالة الثمرة، والى شعاع المناجاة، والى الاجزاء الايمانية لرسائل النور.
حقاً ان تلك الرسائل قد اثبتت هذا الركن الايماني بحجج لا منتهى لها، بان تحقق الآخرة ثابت بدرجة تحقق وجود الدنيا بحيث تلجئ حتى اعتى المنكرين الى التصديق به.
ثانيا ً: ان ثلث القرآن المبين يبحث في الآخرة والحشر، ويبني كل الدعاوى على تلك الحقيقة. لهذا فكما أن جميع معجزات القران وحججه التي تثبت أحقيته تدل على وجود الآخرة. كذلك جميع معجزات الرسولy الشاهدة على صدق نبوته وجميع دلائل نبوته وجميع حجج صدقه تشهد على الآخرة والحشر؛ لان اعظم ما دعا اليه ذلك النبي الكريم y طوال حياته كلها هو الآخرة، كما ان مائة واربعة وعشرين الف من الانبياء الكرام عليهم السلام قد دعوا جميعهم الى الحياة الباقية والسعادة الابدية وبشروا البشرية بها واثبتوا صدق دعواهم بما لايحد من المعجزات والدلائل القاطعة.
فلاشك ان جميع معجزاتهم وحججهم الدالة على نبوتهم وعلى