اننا نشاهد في كل دائرة من دوائر هذا الكون وفي كل نوع من انواعه وفي كل طبقة من طبقاته حتى في كل فرد من افراده ، بل في كل عضو من اعضائه ، بل حتى في كل حجيرة من حجيرات جسمه، مخزناً احتياطىاً ومستودعاً لإدخار الرزق، ومزرعة وخزينة تهيئ ما يلزمه ويقيه ، وتسلم - ما فيها - يدٌ غيبية الى يد ذلك المخلوق في أنسب وقت ومن حيث لايحتسب بل بشكل خارج عن طوقه وارادته، ضمن انتظام تام على وفق ميزان دقيق، ويتم ذلك كله في منتهى الحكمة وغاية العناية.. فالجبال مثلا ً تدخر كل ما يلزم الاحياء والانسان من معادن وادوية وكل ما يلزم متطلبات الحياة. فهى خزائن ملئت في غاية الكمال بأمر الواحد الاحد وبتدبيره. مثلما الارض مزرعة وبيدر ومطبخ تهيئ ارزاق جميع الاحياء وبكمال الانتظام والميزان وذلك بقوة الرزاق الحكيم، بل ان في كل انسان، وفي كل عضو من اعضائه مخزنا ً ومستودعا ً للإدخار، بل حتى في كل حجيرة من حجيرات الجسم ايضاً مخزن صغير يناسبه لخزن الاحتياطي من الارزاق.. وهكذا في كل موجود مخزن؛ حتى ان مخزن الاخرة هو دار الدنيا، ومزرعة الجنة ومستودعها هو عالم الاسلام وعالم الانسانية الحقة، الذي تنبعث منه الحسنات والحسن والانوار. ومخزن من مخازن جهنم هو المواد الفاسدة والطوائف الملوثة التي تنتج حناظل الشرور والقبح والكفر، تلك الشرور الناتجة من العدم والملوثة لعوالم الوجود التي هي الخير. ومخزن حرارة النجوم وموردها جهنم، وخزينة انوارها ومصدرها الجنة..
وهكذا فان كلمة ( بيده الخير) باشارتها الى جميع تلك الخزائن غير المحدودة تبين حجة ساطعة جداً.
نعم، ان هذه الكلمة، وكذا عبارة: (بيده مقاليد كل شئ) حجتان للربوبية والوحدانية لا منتهى لسعتهما، وهما ذات خوارق ومعجزات لاحدود لها، تبينها هاتان الجملتان لمن لم يطمس على عينه.
فانظر مثلاً من تلك الخزائن والمقاليد غير المحدودة الى هذه