ان الشميسات المشاهدة مثلا ً اثناء النهار على حباب وجه البحر وعلى سطح النهر الجاري، تختفى بذهاب تلك الحباب، فتُظهر التي تعقبها الشميسات نفسها كسابقاتها، فتشير بهذا الى الشمس التي في السماء وتشهد عليها. وتدل بزوالها ووفاتها على وجود شمس دائمية وعلى بقائها.
كذلك المخلوقات على وجه بحر الكون المتبدل دوماً وفي فضائه المتجدد الذي لايحد، وفي مزرعة ذراته، هذه المخلوقات تسيل سراعا ً وباستمرار في نهر الزمان الذي يتموج محتضنا ً جميع الحوادث والموجودات الفانية، وتموت مع اسبابها الظاهرية. فيذوق كونٌ الموتَ كل سنة ،وكل يوم، ويحل آخر جديد محله، وتموت دنى ً سيارة باستمرار وعوالم سيالة في مزرعة الذرات بعد اخذ المحاصيل منها .
فكما تبين الحباب والشميسات بزوالها الشمس الدائمة ، فان وفاة تلك المخلوقات غير المحدودة وزوال تلك المحاصيل، وتسريحها مع اسبابها الظاهرية تسريحاً بكمال الانتظام تدل دلالة قاطعة كالنهار الابلج والشمس في وضح النهار على وجوب وجود الحى الذي لايموت، على الشمس السرمدية، على الخلاق الباقي، على الآمر الاقدس، وعلى وحدانيته جل وعلا وعلى وجوده، دلالة ظاهرة أظهر من وجود الكائنات نفسها بألف مرة.. والشاهد على هذا كل موجود بحد ذاته وكل الموجودات معاً.
فلاشك ان قد ادركتم مدى حماقة وصمم وجناية من لايسمع هذه الاصوات العالية التي تملأ فضاء الكون كله وهذه الشهادات القاطعة الصادقة.
الكلمة التاسعة : وهي ( بيده الخير)
ان اشارة في منتهى الاختصار الى ما فيها من حجة هي :