واسمى مرتبة ، فضلا ً عن عدم ايراث مخالفيه واعدائه ومعارضيه في ذلك الوقت - برغم كثرتهم - اية شبهة ولاوسوسة ولاشك قط، مما يبين بجلاء انه لامثيل له في قوة الايمان ايضاً ولانظير لايمانه الرفيع الكلى.
وكذا قد اظهر عبودية وعبادة عظيمتين بحيث وحّد المبدأ والمنتهى، من دون تقليد لأحد، ملاحظاً أدق اسرار العبادة، ومراعياً لها حتى في اشد الاوقات اضطراباً، وأداها على اتم وجه واتقنه.. وهذه حالة لامثيل لها .
وكذا قد تضرع الى خالقه الكريم ودعا دعوات لطيفة رقيقة بحيث لم يبلغ احد مرتبة تلك الدعوات والمناجاة الى هذا الزمان برغم تلاحق الافكار .
فمثلاً : قد جعل ألف اسم واسم من الاسماء الالهية شفيعة لدعائه في مناجاة (الجوشن الكبير) فوصف خالقه العظيم وصفاً بديعاً يليق به وعرّفه تعريفاً لامثل له قط.
وهكذا فان عدم بلوغ أحد ما بلغه من معرفة الله، حالة لامثيل لها قط.
وكذا انه دعا الناس الى الدين دعوة ملؤها الثقة وبلّغ رسالته بشجاعة واقدام بحيث ان معارضة قومه وعمه والدول الكبرى في العالم واتباع الاديان السابقة وعدائهم، لم ينل منه الخوف ولا الاحجام قطعاً بل تحدى العالمين وظهر على الجميع.. فهذه حالة لامثيل لها.
وهكذا فان مجموع هذه الحالات الثمانية الخارقة التي لانظير لها، شهادة في منتهى القوة على صدقه y وثبوت دعوته. وهى حالات تظهر مدى اطمئنانه ومنتهى جديته ومبلغ وثوقه وكمال صدقه وعدله y.
لذا فالعالم الاسلامي يهنئ ويبارك هذا النبى الكريم y بقوله في كل جلسة تشهّد في الصلاة يومياً وبملايين الألسنة: (السلام عليك ايها النبي ورحمة الله وبركاته) مقدما ً له ولاءه لمهمة النبوة، ومصدقا ً اياه في بشراه بالسعادة الابدية التي اتى بها، فيستقبله بامتنان بالغ