السيارات الجارية في الفضاء الى الكريات الحمر والبيض السابحة في الدم. انما يدل بالبداهة على علم محيط بكل شئ ويشهد عليه شهادة قاطعة.
نعم اننا نشهد مثلاً ان اعضاء الانسان او الذباب واجهزته، بل حتى حجيرات جسمه وكريات دمه الحمر والبيض قد وضعت في موضعها الملائم المناسب والمنسجم، بميزان حساس جداً وبمكيال دقيق جداً ينسجم انسجاماً تاماً بعضه مع البعض الآخر ومع سائر اعضاء الجسم.. بحيث يدل دلالة قاطعة على ان من لايملك علماً محيطاً بكل شئ لايستطيع ان يعطى تلك الاوضاع الى تلك الاشياء ولايمكن له ذلك بحال من الاحوال.
وهكذا فان جميع ذوي الحياة وانواع المخلوقات من الذرات الى سيارات المنظومة الشمسية هي في موازنة تامة لاتتعثر قيد أنملة، ويحكمها جميعاً مكيال منظم، مما يدل دلالة قاطعة على علم محيط بكل شئ ويشهد شهادة صادقة عليه. بمعنى ان كل دليل من دلائل العلم دليل ايضاً على وجود العليم الخبير. اذ محال وجود صنعة بلا موصوف، فجميع حجج العلم الازلي حجة قوية ايضاً على وجوب وجوده سبحانه وتعالى.
الدليل الثالث: وهو [والحِكَم القصدية العامة]
اى ان حكماً مقصودة بعلم، تناط بكل مصنوع، وبكل طائفة فى الكون الذى تجرى فيه الخلاقية الدائمة والفعالية المستمرة والتبدل الدائم والاحياء المستمر والتوظيف والتسريح المستديمين، تلك التى لها من الفوائد والوظائف بحيث لايمكن اسنادها الى المصادفة قطعاً .فنشاهد انه من لايملك علماً محيطاً لايمكن ان يكون مالكاً لإي منها وفي أية جهة كانت من حيث الايجاد.
فمثلاً: اللسان جهاز واحد من مائة جهاز من اجهزة الانسان الذي هو واحد مما لايحد من الاحياء، هذا اللسان عبارة عن قطعة لحم ليس الاّ. ولكنه يكون وسيلة لمئات من الحكم والنتائج والثمرات والفوائد