به، اذا بنا نشاهد ان قديراً حكيماً عليماً مطلقاً يعلم كل حاجة من حاجات اولئك الاحياء ويقضيها لهم، ويبصر كل داء من ادوائهم ويسعفها لهم، ويسمع كل نداء ودعاء يدعونه فطرة ويستغيثونه ويستجيب لهم، فيحول سبحانه وتعالى بكاءهم الى ابتسامات حلوة ويبدل استغاثاتهم الى انواع من الحمد والشكر.
ان هذا المدد المتسم بالحكمة والعلم والرحمة يدل دلالة واضحة بتجليات العلم والرحمة على المجيب المغيث الرحيم الكريم. فجميع الصلوات والعبادات التي تنطلق من هذه العوالم، عوالم ذوي الارواح، الصاعدة الى ذلك المجيب المغيث قد عبّر عنها - بهذا المعنى - وقدّمها وخصصها محمدy في المعراج الاكبر، ويرددها كل مؤمن في المعراج الاصغر في كل صلاة بـ(الصلوات الطيبات لله) .
الكلمة الرابعة السامية: (وهي الطيبات لله) :
لما كانت حقائق كثيرة لرسائل النور تتخطر على قلبي في أذكار الصلاة، فقد رأيتني كأنني أنساق - بناء على هذه الحكمة - الى بيان حقائق كلمات سورة الفاتحة والتشهد باشارات قصيرة دون اختيار منى.
وهكذا فالكلمة القدسية (الطيبات) التي قيلت في المعراج المحمدي التي تحوى معانى الطيبات التي لاتحد والمنطلقة من الانس والجن والملك والروحانيين الذين هم اهل المعرفة والايمان والشعور الكلي، والذين يجملون الكون بأسره بطيباتهم وحسناتهم وعباداتهم الجميلة، المتوجهة كلها الى عالم الجميلات، والذين يدركون ادراكاً كاملاً الجمالات والمحاسن التي لاتحد للجميل المطلق السرمدي والجمال الدائم لأسمائه الحسنى التي تجمل الكون فيقابلون بالعبادات الكلية المفعمة بالعشق والشوق، وبالروائح الطيبة العطرة للايمان الساطع