مع ذلك السائح عالم المباركات الواسع والذي يستنطق الاخرين بالتبريك والتهنئة، ونحاول ان نعرف خالقنا بعلم اليقن - مثل ذلك السائح - من خلال التجليات المعجزة الدقيقة للصفة الالهية الجليلة ، صفة العلم. وذلك اثناء مشاهدة ذلك العالم، عالم المباركات ومطالعته، ولاسيما صغار ذوي الارواح اللطيفين المباركين الابرياء، والنوى والبذور التي هي عليبات تضم مقدرات ذوي الحياة وبرامجها.
نعم اننا نشاهد بابصارنا ان جميع اولئك الصغار اللطيفين الابرياء وتلك المخازن والعليبات المباركة، تنتفض جميعها وكل فرد منها دفعة بعلم عليم حكيم للمضي الى ما خُلق لأجله حتى تستنطق تلك الحركات كل ناظر اليها بنظر الحقيقة بالقول : بارك الله، ما شاء الله.. ألف ألف مرة.
نعم، فالنطف مثلا ً والبيوض والبذور والنوى، كل منها ضمن نظام دقيق آت من العلم.. وان ذلك النظام ضمن ميزان آت من مهارة كاملة.. وذلك الميزان ضمن تنظيم جديد.. وهذا ضمن مكيال ووزان جديد.. وهذا بدوره ضمن تربية.. وتمييز.. وعلامات فارقة مقصودة عن متشابهات امثالها.. وهذه ضمن تزيين وتجميل متقن.. وهذا ايضاً ضمن اجهزة كاملة وتصوير ملائم دقيق حكيم.. وهذه ضمن اختلاف لحوم تلك المخلوقات والثمرات وما يؤكل منها، لإشباع المحتاجين الى الرزق اشباعاً كريما ًبما ينسجم واذواقهم.. وهذا ايضا ً ضمن نقوش واشكال من الزينة المتباينة زيّنت بعلم واعجاز.. وهذه ضمن روائح طيبة متنوعة.. وطعومات لذيذة متباينة، بحيث ان انكشاف صور جميع تلك المخلوقات وتمايز بعضها عن بعض بكمال الانتظام بلا خطأ ولا سهو في سرعة مطلقة.. ووسعة مطلقة.. مع انها في كثرة مطلقة.. ودوام تلك الحالة الخارقة في كل موسم، يجعل كل فرد والافراد جميعاً يظهرون بهذه الألسنة الخمسة عشرة العلم الإلهي، ويلفتون الانظار الى المهارة الخارقة لربهم ويدلون بها على علمه المعجز. فيعرّفون بجلاء كالشمس صانعَهم الواجب الوجود، علام الغيوب.