الحجة الزهراء | المقام الاول | 62
(1-94)

فشهادتهم هذه الواسعة الساطعة جداً وتهانيهم لصانعهم، هي التي عبّر عنها النبيy الذي تكلم باسم جميع المخلوقات في ليلة المعراج وقال: (المباركات) بدلا عن السلام.

الكلمة الثالثة: وهي ( الصلوات)
ان مائة مليون من اهل الايمان يعلنون تلك الكلمة المقدسة التي قيلت في المعراج المحمدي الاكبر، وتقال في المعراج الخاص بالمؤمن، اي في تشهد الصلاة، في كل يوم في الاقل عشر مرات، بإتّباعهم الرسول الكريمy يعلنونها في ارجاء الكون كله مقدمين اياها الى الحضرة الربانية.
وبناء على البيان الواضح والاثبات القوى القاطع في رسالة المعرا ج (الكلمة الحادية والثلاثين) وايضاحها جميع حقائق المعراج، حتى ازاء خطابها للملحد المنكر المتعنت، نحيل تفاصيل البحث وحججه الى تلك الرسالة،الاّ اننا نشير اشارة في منتهى الاختصار الى المعنى الواسع لهذه الكلمة المعراجية الثالثة والذي يبينه العوالم العجيبة لطوائف ذوي الارواح والمشاعر، فنشاهد تلك العوالم محاولين معرفة وحدانية خالقنا ووجوده وكمال رحمانيته ورحيميته وعظمة قدرته وشمول ارادته، وذلك من خلال تجليات العلم الازلي.
نعم، اننا نشاهد في هذا العالم ان كل ذي روح يستشعر بالاحاسيس وبالفطرة - وان لم يكن بالشعور والعقل - انه يعانى عجزاً وضعفاً لايحدان بحدود مع ان اعداءه وما يؤلمه لايعدون، وان كلاً منهم يتقلب في فقر وحاجة لاحدود لهما مع ان حاجاته ومطاليبه لاحدّ لها. ولما كان اقتداره وراس ماله لايكفي لواحد من الف منها تراه يستغيث ويبكي بكل ما يملك من قوة، ويتضرع فطرة وضمناً. واذ يلتجئ الى ديوان عليم قدير بصوته الخاص وبلسانه الخاص وبدعوات وصلوات وتوسلات وتضرعات ونوعاً من صلوات خاصة

لايوجد صوت