الحجة الزهراء | المقام الاول | 71
(1-94)

وضروب الرجاء، فقد عرض في صورته الظاهرة كأنه مبهمٌ ومشدود الى المصادفة؛ وذلك لئلا يوصد باب طلب الرزق بالدعاء من الرزاق الكريم في كل حين، ولئلا ينغلق باب الالتجاء والتوسل المشفعة بالحمد والشكر لله تعالى، اذ لو كان الرزق معيناً كشروق الشمس وغروبها، لكانت ماهيتُه متغيرة كلياً، ولكانت أبواب الرجاء ومنافذ التضرع ومعارج الدعاء الملفّعة كلها بالشكر الجميل والرضى الحسن قد أنسدت عن آخرها، بل لكانت ابواب العبودية الخاشعة الضارعة قد انغلقت نهائياً.

الدليل التاسع والعاشر: وهما: [والاتقانات المفننة والاهتمامات المزينة].
اي: ان كل مصنوع من جميع المخلوقات الجميلة المبثوثة على سطح الارض كافة ولاسيما في موسم الربيع يبين تجليات حسن سرمد وجمال خالد. فخذ مثلاً: الازاهير والثمرات والطويرات والحشرات ولاسيما المذهبة اللماعة، ففي خلقها وفي صورتها وفي اجهزتها من المهارة المعجزة والصنعة الدقيقة الخارقة والاتقان البديع والكمال المعجز لصانعها الجليل، في اشكال متنوعة وانماط مختلفة ومكائن دقيقة ما يدل دلالة قاطعة على علم محيط بكل شئ وملكة علمية ذات مهارات وفنون - ان جاز التعبير - وتشهد شهادات صادقة على ان مداخلة المصادفة والاسباب المتشاكسة الفاقدة للشعور، محال في محال.
وان عبارة (والاهتمامات المزينة) تفيد: ان في تلك المصنوعات الجميلة تزييناً لطيفاً حلواً وزينة فاخرة رائعة وجمال صنعة جاذب فيفعل ما يفعل بعلم لا نهاية له، ويعلم اجمل حالة وألطف وضع لكل شئ، ويريد اظهار جمال كمال الابداع وكمال جماله الى ذوي الشعور بحيث يخلق اصغر زهيرة جزئية واصغر حشرة ويصورها باهتمام

لايوجد صوت