بها.
نعم؛ ان كل من يأتي ضيفاً الى مملكة هذه الدنيا ويحل في دار ضيافتها، كلما فتح عينيه ونظر رأى:
مضيفاً في غاية الكرم.. ومعرضاً في غاية الابداع.. ومعسكر تدريب في غاية الهيبة.. ومتنزهاً جميلاً في غاية الروعة.. ومشهراً في غاية الاثارة للشوق والبهجة.. وكتاباً مفتوحاً ذا معان في غاية البلاغة والحكمة.
وبينما يولع الضيف السائح ان يعلم ويتعرف على صاحب هذه الضيافة الكريمة، وعلى مؤلف هذا الكتاب الكبير، وعلى سلطان هذه المملكة المهيبة، اذا بوجه السموات الجميل المتلألئ بالنجوم النيّرة يطل عليه منادياً: (انظر اليّ، فانا اعرّفك بالذي تبحث عنه) . فينظر السائح ويرى:
أن ربوبية ظاهرة تتجلّى:
في رفعها مئات الالوف من الاجرام السماوية بلا عمد ولاسند، منها ما هو اكبر من أرضنا ألف مرة، وما هو أسرع إنطلاقاً من القذيفة بسبعين مرة.
وفي تسييرها وجريها تلك الاجرام معاً بسرعة فائقة بلا مزاحمة ولا مصادمة..
وفي ايقادها تلك القناديل المتدلية التي لاتعد، بلا زيت ولا إنطفاء..
وفي ادارتها تلك الكتل الهائلة التي لا حد لها، بلا ضوضاء ولاصخب ولا اختلال.. ويرى تجليها كذلك:
في تسخيرها تلك المخلوقات العظيمة في مهام معينة كاستسلام الشمس والقمر لأداء وظائفهما دون إحجام أو تلكؤ..
وفي تصريفها هذا العدد الهائل الذي لاتحده الارقام ضمن ذلك