سبحانه وتعالى وبأزليته وبصفاته المحيطة، لعظمته سبحانه ولعظمة صفاته الجليلة، سيحيل وجوب الوجود، وأزليته سبحانه، وصفات الالوهية الى جميع الموجودات غير المحدودة، بل الى الذرات غير المتناهية، ليتمكن من الاعتقاد بكفره. او عليه ان يتخلى عن العقل كالسوفسطائيين الحمقى بانكاره وجود نفسه، ونفيه وجود الكون.
وهكذا تستقر الحقائق الايمانية والاسلامية كلها باستنادها الى (العظمة) - التي هي من شأن تلك الحقائق ومن مقتضاها - وتثبت في القلوب الصافية والعقول السليمة، بكمال الاذعان والتسليم المطمئن، منقذة أصحابها مما يجابهها من الكفر ومحالاته المدهشة وخرافاته الموحشة وجهالاته المظلمة.
نعم، ان العظمة والكبرياء ستاران ضروريان لابد منهما؛ ويتبين ذلك من اعلان تلك العظمة والكبرياء في كل وقت: في الأذان، في الصلاة، وفي اغلب الشعائر الاسلامية بترديد:
الله اكبر.. الله اكبر.. الله اكبر.. الله اكبر
ويتضح ذلك ايضاً في الحديث القدسي (العظمة ازاري والكبرياء ردائي)(1).
ويظهر ايضاً في العقدة السادسة والثمانين من المناجاة الاحمدية y البليغة في (الجوشن الكبير) :
يا من لاملك الا ملكه يامن لايحصي العباد ثناءه
يا من لاتصف الخلائق جلاله يا من لاتنال الاوهام كنهه
يا من لايدرك الابصار كماله يا من لايبلغ الافهام صفاته
-------------------------------------------------------------------
(1) اصل الحديث: قال الله تعالى : (الكبرياء ردائى والعظمة ازاري فمن نازعني واحداً منهما قذفته في النار) رواه احمد وابو داود وابن ماجة عن ابي هريرة رضي الله عنه، وابن ماجة عن ابن عباس رضي الله عنهما (صحيح الجامع الصغير برقم 4187 ) .