الآية الكبرى | الشعاع السابع | 54
(1-108)

وكذا فان ارتباط خمس البشرية، بل الشطر الاعظم منهم بذلك القرآن الكريم المشاهد امامهم، إرتباط انجذاب وتدين، واستماعهم اليه بجد وشوق ولهفة، وتوافد الجن والملك والروحانيين اليه والتفافهم حوله عند تلاوته التفاف الفراشة العاشقة للنور بشهادة امارات ووقائع وكشفيات صادقة كثيرة.. كل ذلك تصديق بان هذا القرآن هو محل رضى الكون واعجابه، وان له فيه اسمى مقام واعلاه.
وكذا فان أخذ كل طبقة من طبقات البشر ابتداءً من الغبي الشديد الغباء والعامي، الى الذكي الحاد الذكاء والعالم نصيبها كاملة من الدروس التي يلقيها القرآن الكريم، وتفهمهم منه اعمق الحقائق، واستنباط جميع الطوائف من علماء مئات العلوم والفنون الاسلامية، وبخاصة مجتهدي الشريعة السمحة ومحققي اصول الدين وعباقرة علم الكلام وامثالهم، واستخراجهم الاجوبة الشافية لما يحتاجونه من المسائل التي تخص علومهم من القرآن الكريم، انما هو تصديق بأن القرآن الكريم هو منبع الحق ومعدن الحقيقة.
وكذا فان عدم معارضة ادباء العرب الذين هم في المقدمة في الادب ولاسيما الذين لم يدخلوا الاسلام - مع رغبتهم الملحة في المعارضة - وعجزهم عجزاً تاماً امام وجه واحد - وهو الوجه البلاغي - من بين وجوه اعجاز القرآن السبعة الكبرى، وعجزهم عن الاتيان بسورة واحدة فقط من سور القرآن الكريم، وصدودهم عن ذلك، وعدم معارضته ممن اتى من مشاهير البلغاء وعباقرة العلماء لحد الان لأي وجه من وجوه الاعجاز - مع رغبتهم في ذيوع صيتهم بالمعارضة - وسكوتهم عاجزين عن ذلك، لهو حجة قاطعة على ان القرآن الكريم معجزة وفوق طاقة البشر.
نعم ان قيمة الكلام وعلوه وبلاغته تتوضح في بيان: (مَن قاله ؟ ولمن قاله ؟ ولِمَ قاله ؟) .
وبناء على هذا فان القرآن الكريم لم يأت ولن يأتي مثله ولن يدانيه شئ قط؛ ذلك لان القرآن الكريم انما هو خطاب من رب العوالم

لايوجد صوت