الآية الكبرى | الشعاع السابع | 52
(1-108)

إنقطاع.
النقطة الرابعة: ان القرآن الكريم قد أظهر عذوبة وحلاوة ذات اصالة وحقيقة بحيث ان التكرار الكثير - المسبب للسآمة حتى من أطيب الاشياء - لايورث الملال عند من لم يفسد قلبه ويبلد ذوقه، بل يزيد تكرار تلاوته من عذوبته وحلاوته. وهذا أمر مسلّم به عند الجميع منذ ذلك العصر، حتى غدا مضرب الامثال.
وكذا فقد أظهر القرآن الكريم من الطراوة والفتوة والنضارة والجدّة بحيث يحتفظ بها وكأنه قد نزل الآن، رغم مرور أربعة عشر قرناً من الزمان عليه، ورغم تيسر الحصول عليه للجميع. فكل عصر قد تلقاه شاباً نضراً وكأنه يخاطبه. وكل طائفة علمية مع انهم يجدونه في متناول ايديهم وينهلون منه كل حين ويقتفون أثر اسلوب بيانه، يرونه محافظاً دائماً على الجدة نفسها في اسلوبه والفتوة عينها في طُرز بيانه.
النقطة الخامسة: ان القرآن الكريم قد بسط احد جناحيه نحو الماضي والآخر نحو المستقبل، فالحقيقة التي اتفق عليها الانبياء السابقون هي جذر القرآن وأحد جناحيه، فهو يصدقهم ويؤيدهم، وهم بدورهم يؤيدونه ويصدقونه بلسان حال التوافق.
وكذلك فان الاولياء الصالحين والعلماء الاصفياء هم ثمار استمدت الحياة من شجرة القرآن الكريم، فتكاملهم الحيوي يدل ان شجرتهم المباركة هي ذات حياة وعطاء وذات فيض دائم وذات حقيقة واصالة. فالذين انضووا تحت حماية جناحه الثاني، وعاشوا في ظلاله من اصحاب جميع الطرق الحقة للولاية، وارباب جميع العلوم الحقة للاسلام يشهدون ان القرآن هو عين الحق ومجمع الحقائق، ولامثيل له في جامعيته وشموليته، فهو معجزة باهرة.
النقطة السادسة: ان الجهات الست للقرآن الكريم منورة مضيئة، مما يُبين صدقه وعدله.

لايوجد صوت