الآية الكبرى | الشعاع السابع | 49
(1-108)

والسلام بكل معجزاته ودلائل نبوته وكمالاته العلمية معجزة ايضاً للقرآن الكريم وحجة قاطعة على ان القرآن الكريم كلام الله رب العالمين.
النقطة الثانية: ان القرآن الكريم قد بدل الحياة الاجتماعية تبديلاً هائلاً نوّر الآفاق وملأها بالسعادة والحقائق، وأحدث انقلاباً عظيماً سواء في نفوس البشر وقلوبهم، او في ارواحهم وعقولهم، او في حياتهم الشخصية والاجتماعية والسياسية، وأدام هذا الانقلاب وأداره، بحيث إن آياته البالغة ستة آلاف وستمائة وستاً وستين آية تُتلى منذ أربعة عشر قرناً في كل آن بألسنة أكثر من مائة مليون شخص في الاقل بكل إجلال واحترام، فيربي الناس ويزكي نفوسهم، ويصفى قلوبهم، ويمنح الارواح إنكشافاً ورقياً، والعقول إستقامة ونوراً، والحياة حياةً وسعادة. فلا شك انه لا نظير لمثل هذا الكتاب ولاشبيه له ولامثيل. فهو خارق، وهو معجزة.
النقطة الثالثة: ان القرآن الكريم قد أظهر بلاغة أيما بلاغة، منذ ذلك العصر الى زماننا هذا، حتى انه حطّ من قيمة (المعلقات السبع) المشهورة وهي قصائد أبلغ الشعراء، كتبت بالذهب وعُلّقت على جدران الكعبة، حتى ان ابنة (لبيد) (1) أنزلت قصيدة أبيها من على جدار الكعبة قائلة:
أما وقد جاءت الآيات فليس لمثلك هنا مقام) .
وكذا عندما سمع أعرابيٌّ أديب الآية الكريمة: ﴿فاصْدَع بما تُؤمَر﴾(الحجر: 94) خرّ ساجداً فقيل له:
- أأسلمتَ ؟
قال:
- لا، بل سجدت لبلاغة هذه الآية. 
------------------------------------------------
(1) لبيد بن ربيعة العامري أحد الشعراء الفرسان الاشراف في الجاهلية، ادرك الاسلام، ووفد على النبي y ويعدّ من الصحابة ومن المؤلفة قلوبهم، وترك الشعر، وهو احد أصحاب المعلقات، وكان كريماً .. (الاعلام للزركلي5/240).- المترجم

لايوجد صوت