الآية الكبرى | الشعاع السابع | 48
(1-108)

ثم ان السائح الذي لا يناله تعب ولاشبع والذي علم ان غاية الحياة في هذه الدنيا بل حياة الحياة انما هو الايمان، حاور هذا السائح قلبه قائلاً:
ان كلام من نبحث عنه هو اشهر كلام في هذا الوجود واصدقه واحكمه، وقد تحدى في كل عصر من لا ينقاد اليه، ذلك القرآن الكريم ذو البيان المعجز.. فلنراجع اذاً هذا الكتاب الكريم، ولنفهم ماذا يقول.. ولكن لنقف لحظة قبل دخولنا هذا العالم الجميل لنبحث عما يجعلنا نستيقن أنه كتاب خالقنا نحن.. وهكذا باشر بالتدقيق والبحث.
وحيث ان هذا السائح من المعاصرين فقد نظر اولاً الى رسائل النور التي هي لمعات الاعجاز المعنوي للقرآن الكريم، فرأى ان هذه الرسائل البالغة مائة وثلاثين رسالة هي بذاتها تفسير قيّم للآيات الفرقانية اذ إنها تكشف عن نكاتها الدقيقة وأنوارها الزاهية.
ورغم ان رسائل النور قد نشرت الحقائق القرآنية بجهاد متواصل الى الآفاق كافة، في هذا العصر العنيد الملحد، لم يستطع أحد أن يعارضها أو ينقدها، مما يثبت ان القرآن الكريم الذي هو رائدها ومنبعها ومرجعها وشمسها، انما هو سماوي من كلام الله رب العالمين، وليس بكلام بشر. حتى ان (الكلمة الخامسة والعشرين) وختام (المكتوب التاسع عشر) وهما حجة واحدة من بين مئات الحجج، تقيمها رسائل النور لبيان إعجاز القرآن، فتثبته بأربعين وجهاً، إثباتاً حيّر كل من نظر اليها، فقدّرها واعجب بها - ناهيك عن انهم لم ينقدوها ولم يعترضوا عليها قط - بل اثنوا عليها كثيراً.
هذا وقد أحال السائح اثبات وجه الاعجاز للقرآن الكريم، وانه كلام الله سبحانه حقاً الى (رسائل النور) الاّ انه انعم النظر في بضع نقاط تبين باشارة مختصرة عظمة القرآن الكريم:
النقطة الاولى: مثلما ان القرآن الكريم بكل معجزاته وحقائقه الدالة على أحقيته هو معجزة لمحمد y، فان محمداً عليه الصلاة

لايوجد صوت