الآية الكبرى | الشعاع السابع | 45
(1-108)

الإلهية من وراء خلق الكون، ويعلّم الحكم الربانية في تحولاته وتبدلاته، ويدرّس نتائج حركاته الوظيفية، ويعلن قيمة ماهيته وكمالات ما فيه من الموجودات. أي يقتضي داعياً عظيماً، ومنادياً صادقاً، واستاذاً محققاً، ومعلماً بارعاً، فادرك السائح ان الكون - من حيث هذا الاقتضاء - يدل ويشهد على صدق هذا النبي الكريم y وصوابه الذي هو افضل من أتم هذه الوظائف والمهمات وعلى كونه أفضل واصدق مبعوث لرب العالمين.
الدليل التاسع: ما دام هناك وراء الحجاب من يشهر كمال بديعيته واتقانه، بمصنوعاته هذه؛ ذات الاتقان والحكمة.. ويعرّف نفسه ويوددها، بمخلوقاته غير المحدودة، ذات الزينة والجمال.. ويُوجب الشكر والحمد له، بنعمه التي لاتحصى، ذات اللذة والنفاسة.. ويشوق الخلق الى العبادة نحو ربوبيته بعبودية تتسم بالحب والامتنان والشكر إزاء هذه التربية والاعاشة العامة، ذات الشفقة والحماية (حتى انه يهئ اطعمة وضيافات ربانية تُطمئن ادق اذواق الافواه وجميع انواع الاشتهاء).. ويُدين الخلق الى الايمان والتسليم والانقياد والطاعة نحو الوهيته التي يظهرها بتبديل المواسم، وتكوير الليل على النهار، واختلافهما وامثالها من التصرفات العظيمة، والاجراءات الجليلة، والفعالية المدهشة والخلاقية الحكيمة.. ويُظهرُ عدالته وحقانيته بحمايته دوماً البر والابرار وازالته الشر والاشرار ومحقه الظالمين والمكذبين واهلاكهم بنوازل سماوية. فلا جرم، ان احب مخلوق لدى ذلك المتستر بالغيب، واصدق عبد له هو مَن كان عاملاً عملاً خالصاً لمقاصده المذكورة آنفاً، ومَن يحل السر الاعظم في خلق الكون ويكشف لغزه، ومن يسعى دوماً باسم خالقه ويستمد القوة منه ويستعين به وحده في كل شئ فينال المدد والتوفيق منه سبحانه. ومن ذا يكون هذا غير محمد القرشي y.
ثم خاطب السائح عقله: لما كانت هذه الحقائق التسع شاهدة اثبات على صدق هذا النبي الكريم y فلا ريب اذن انه قطب شرف

لايوجد صوت