الآية الكبرى | الشعاع السابع | 43
(1-108)

الكونية الشاملة والايمان المعجز، لن يكون عنده كذب قط، ولن يكون خادعاً مطلقاً.
الدليل الرابع: اجماع الانبياء عليهم السلام واتفاقهم على الحقائق الايمانية نفسها هو دليل قاطع على وجود الله سبحانه وعلى وحدانيته، وهو شهادة صادقة ايضاً على صدق هذا النبي y وعلى رسالته، ذلك لأن كل مايدل على صدق نبوة اولئك الانبياء عليهم السلام، وكل ما هو مدارٌ لنبوتهم من الصفات القدسية، والمعجزات، والمهام التي اضطلعوا بها توجد مثلها وباكمل منها فيه y، كما هو مصدّقٌ تاريخاً. فاولئك الانبياء عليهم السلام قد اخبروا بلسان المقال - اي بالتوراة والانجيل والزبور والصحف التي بين ايديهم - بمجئ هذه الذات المباركة وبشروا الناس بقدومه y (حتى ان اكثر من عشرين اشارة واضحة ظاهرة من الاشارات المبشرة لتلك الكتب المقدسة قد بُينت بياناً جلياً واثبتت في رسالة المعجزات الاحمدية) فكما انهم قد بشروا بمجيئه y فانهم يصدّقونه y بلسان حالهم - اي بنبوتهم وبمعجزاتهم - ويختمون بالتأييد على صدق دعوته اذ هو السابق الاكمل في مهمة النبوة والدعوة الى الله، فادرك السائح انهم مثلما يدلّون - اي اولئك الانبياء - بلسان المقال وبالاجماع على الوحدانية، فانهم يشهدون - بلسان الحال وبالاتفاق كذلك - على صدق هذا النبي الكريم y.
الدليل الخامس: ان وصول آلاف الاولياء الى الحق والحقيقة، وما نالوا من الكمالات والكرامات وما فازوا من الكشفيات والمشاهدات ليس الاّ بالاقتداء بهدي دساتير هذا النبي الكريم y وبتربيته، وباتباعه وتعقب أثره، فمثلما انهم يدلّون جميعاً على الوحدانية فهم يشهدون بالاجماع والاتفاق على صدق هذا النبي الكريم y - استاذهم وامامهم - وعلى أحقية رسالته. فرأى السائح ان مشاهدة هؤلاء قسماً مما أخبر به y من عالم الغيب بنور الولاية ورؤيتهم لجميع ما أخبر به بنور الايمان، واعتقادهم به وتصديقهم له - إما بعلم اليقين او بعين اليقين او بحق اليقين - انما تُظهر ظهوراً كالشمس مدى صدق مرشدهم الاعظم

لايوجد صوت