الآية الكبرى | الشعاع السابع | 44
(1-108)

ومدى صواب رائدهم الاكبر y.
الدليل السادس: ان ملايين العلماء المدققين الاصفياء، والمحققين الصديقين، ودهاة الحكماء المؤمنين، ممن بلغوا أعلى المراتب بفضل مادرسوا وتتلمذوا على ما جاء به هذا النبي الكريم y - مع كونه أمياً - من الحقائق القدسية، وما نبع منها من العلوم العالية، وما كشفت عنه من المعرفة الإلهية.. ان هؤلاء جميعاً مثلما يثبتون الوحدانية التي هي الاساس لدعوته y ويصدقونها متفقين - ببراهينهم القاطعة - فانهم يتفقون كذلك ويشهدون على صدق هذا المعلم الاكبر وصواب هذا الاستاذ الاعظم وعلى احقيّة كلامه y. فشهادتهم هذه حجة واضحة كالنهار على صدقه وصواب رسالته. وما رسائل النور بأجزائها التي تزيد على المائة - مثلاً- إلاّ برهان واحد فقط على صدق وصواب هذا النبي الحبيب y.
الدليل السابع: ان الجمع العظيم الذين يطلق عليهم (الآل والاصحاب) الذين هم اشهر بني البشر بعد الانبياء، فراسةً واكثرهم درايةً، واسماهم كمالاتٍ، وافضلهم منزلة، واعلاهم صيتاً، واشدهم اعتصاماً بالدين، وأحدّهم نظراً .. ففهم السائح أن تحري هؤلاء وتفتيشهم وتدقيقهم لجميع ما خفي وما ظهر من احوال هذا النبي الكريم y وافكاره وتصرفاته بحثاً بكمال اللهفة والشوق، وبغاية الدقة، وبمنتهى الجدية، ثم تصديقهم بالاتفاق والاجماع انه y اصدق مَن في الدنيا حديثاً، واسماهم مكانة، واشدهم اعتصاماً بالحق والحقيقة، فتصديقهم هذا الذي لايتزعزع مع ما يملكون من إيمان عميق، انما هو دليل باهر كدلالة النهار على ضياء الشمس.
الدليل الثامن:كما ان هذا الكون يدل على صانعه وكاتبه، ومصّوره الذي اوجده، والذي يديره، ويرتبه، ويتصرف فيه بالتصوير والتقدير والتدبير كأنه قصر باذخ اوكأنه كتاب كبير او كأنه معرض بديع او كأنه مشهر عظيم، فهو كذلك يستدعي لامحالة وجود من يعبّر عما في هذا الكتاب الكبير من معانٍ، ويعلم ويُعلّم المقاصد

لايوجد صوت