الآية الكبرى | الشعاع السابع | 41
(1-108)

وانه كلام رب العالمين، لذا احال السائح ذلك الى تلك الرسالة المشهورة لبيانها المفصل للاعجاز. ثم قال: ان الأمين على كلام الله، والمترجم الفعلي له، والمبلغ لهذا النبأ العظيم الى الناس كافة، وهو الحق بعينه والحقيقة بذاتها، لايمكن ان يصدر منه كذب قط، ولن يكون موضع شبهة ابداً.
ثالثها: انه y قد بعث بشريعة مطهرة، وبدين فطري، وبعبودية خالصة، وبدعاء خاشع، وبدعوة شاملة، وبايمان راسخ، لامثيل لما بعث به ولن يكون، وما وجد أكمل منه ولن يوجد.
لأن (الشريعة) التي تجلّت من أميّ y وادارت خمس البشرية على اختلافها منذ أربعة عشر قرناً إدارة قائمة على الحق والعدل بقوانينها الدقيقة الغزيرة، لا تقبل مثيلاً ابداً.
وكذا (الاسلام) الذي صدر من افعال مَن هو أميّ y ومن اقواله، ومن احواله، هو رائد ومصدر ثلاثمائة مليون من البشر ومرجعهم في كل عصر، ومعلم لعقولهم ومرشد لها، ومنوّر لقلوبهم ومهذّب لها ومربّ ٍ لنفوسهم ومزَكٍ لها، ومدار لانبساط أرواحهم ومعدن لسموها.. لم يأت ولن يأتي له مثيل.
وكذا تفوقه y في جميع انواع (العبادات) التي يتضمنها دينه، وتقواه العظيمة، وخشيته الشديدة من الله ومجاهدته المتواصلة ورعايته الفائقة لأدق أسرار العبودية ضمن أشد الاحوال والظروف، وقيامه y بتلك العبودية الخالصة، دون ان يقلد أحداً وبكل معانيها مبتدئاً، وبأكمل صورة، موصلاً الابتداء بالانتهاء..لاشك لم يُرَ ولن يُرى لها مثيل.
وكذا فانه يصف، بالجوشن الكبير - الذي هو واحد من آلاف أدعيته ومناجاته - يصف ربه بمعرفة ربانية سامية لم يبلغ العارفون والاولياء جميعاً الى تلك المرتبة من المعرفة، ولا الى درجة ذلك

لايوجد صوت