الآية الكبرى | الشعاع السابع | 39
(1-108)

تلك التجليات والمكالمات والالهامات كل منها، وبمجموعها، تدل وتشهد بالاتفاق على وجوب ذلك المنّور الازلي سبحانه، وعلى حضوره سبحانه، وعلى وحدته، وعلى احديته.
وهكذا ذكرت إشارة مختصرة الى ما تلقاه هذا السائح المتلهف من درس المعرفة من عالم الغيب في المرتبة الرابعة عشرة والخامسة عشرة من المقام الاول:
[لا إله إلاّ الله الواجب الوجود الواحد الاحد الذي دلّ على وجوب وجوده في وحدته: إجماع جميع الوحيات الحقة المتضمنة للتنزلات الإلهية، وللمكالمات السبحانية، وللتعرفات الربانية، وللمقابلات الرحمانية، عند مناجاة عباده، وللاشعارات الصمدانية لوجوده لمخلوقاته، وكذا دلّ على وجوب وجوده في وحدته: إتفاق الالهامات الصادقة المتضمنة للتوددات الالهية، وللاجابات الرحمانية لدعوات مخلوقاته، وللامدادات الربانية لاستغاثات عباده، وللاحساسات السبحانية لوجوده لمصنوعاته].
* * *
ثم خاطب ذلك السائح في الدنيا عقله قائلاً: ما دمت أبحث عن مالكي وخالقي باستنطاق موجودات الكون هذا. فمن الأولى لي أن أزور من هو اكمل انسان في الوجود، واعظم من يقود الى الخير - حتى بتصديق أعدائه - وأعلاهم صيتاً وأصدقهم حديثاً وأسماهم منزلة وأنورهم عقلاً، ألا وهو محمد y الذي أضاء بفضائله وبقرآنه أربعة عشر قرناً من الزمان.. ولأجل أن أحظى بزيارته الكريمة وأستفسر منه عما أبحث عنه، ينبغي ان نذهب معاً الى خير القرون.. الى عصر السعادة.. عصر النبوة.. فدخل بعقله الى ذلك العصر فرأى ان ذلك العصر قد صار به y عصر سعادة للبشرية حقاً. لانه y قد حول في زمن يسير وبالنور الذي أتى به قوماً غارقين في أشد أمية، وأعرق بداوة، حوّلهم الى أساتذة العالم وسادته.

لايوجد صوت