الآية الكبرى | الشعاع السابع | 42
(1-108)

الوصف منذ القدم مع تلاحق الافكار.. مما يظهر أنه لامثيل له في ( الدعاء). ومن ينظر الى الايضاح المختصر لفقرة واحدة من بين تسع وتسعين فقرة للجوشن الكبير، وذلك في مستهل رسالة (المناجاة) لايسعه الاّ القول انه لامثيل لهذا الدعاء الرائع (الجوشن) الذي يمثل قمة المعرفة الربانية.
وكذا فان إظهاره في (تبليغ الرسالة) وفي دعوته الناس الى الحق من الصلابة والثبات والشجاعة ما لا يقاربها أحد. فلم يداخله - ولو بمقدار ذرة - أي أثرٍ للتردد ولا ساوره قلق قط، ولم ينل الخوف منه شيئاً، رغم معاداة الدول الكبرى والاديان العظمى له حتى ناصبه قومه وقبيلته وعمه العداء الشديد، فتحدى وحده الدنيا بأسرها حتى نصره الله وأعزّه، فكلل هامة الدنيا بتاج الاسلام.. فمَن مثل محمد y في تبليغ رسالات الله ؟..
وكذا حمله (ايماناً قوياً راسخاً) ويقيناً جازماً خارقاً، ونمواً للفطرة معجزاً، واعتقاداً سامياً ملأ العالم نوراً. فلم تتمكن أن تؤثر فيه جميع الافكار والعقائد وحكمة الحكماء وعلوم الرؤساء الروحانيين السائدة في ذلك العصر، ولو بشبهة او بتردد او بضعف او بوسوسة. نعم، لم تتمكن ان تؤثر لا في يقينه ولا في اعتقاده ولا في اعتماده على الله ولا في اطمئنانه اليه، مع معارضتها له ومخالفتها إياه، وانكارها عليه. زد على هذا استلهام جميع الذين ترقوا في المعنويات والمراتب الايمانية من اهل الولاية والصلاح، وفي مقدمتهم الصحابة الكرام، واستفاضتهم دوماً من مرتبته الايمانية، ورؤيتهم له انه في أسمى الدرجات والمراتب. كل ذلك يظهر بداهة ان ايمانه y لا مثيل له ايضاً.
ففهم السائح، وصدّق عقله ان مَن كان صاحب هذه الشريعة السمحاء التي لا مثيل لها، والاسلام الحنيف الذي لاشبيه له، والعبودية الخالصة التي لانظير لها، والدعاء البديع الرائع، والدعوة

لايوجد صوت