الآية الكبرى | الشعاع السابع | 36
(1-108)

مضيئة لصفتي (العلم) و (الحياة) لابد أنها توجد بصورة محيطة وبسرمدية خالدة عند من له علم محيط وحياة سرمدية.
خامستها: ان الذي فطر مخلوقاته على العجز والشوق، والفقر والحاجة، والقلق من العاقبة، ومنحهم المحبة والعبودية حتى اصبحوا يحسون حباً شديداً وشوقاً غامراً نحو معرفة مولاهم الحق ومالك امرهم، ويشعرون بحاجتهم الماسة الى قوة يستندون اليها ويُؤون الى كنفها - وهم يتقلبون في فقر وعجز وتوجس من العقبى- فمن مقتضى الوهيته ان يُشعرهم وجودَه بتكلمه سبحانه.
وهكذا فهم السائح ان الدلائل التي تدل بالاجماع على وجود واجب الوجود، ووحدانيته سبحانه في الوحي السماوي العام المتضمن لحقائق (التنزلات الإلهية) و (التعرف الرباني) و (المقابلة الرحمانية) و (المكالمة السبحانية) و (الاشعار الصمداني) هي حجة كبرى، بل هي أقوى من شهادة الشمس على نفسها في رابعة النهار.
ثم نظر الى حيث (الالهامات) فرأى ان الالهامات الصادقة مع انها تتشابه - من جهة - مع الوحي، من حيث انها نوع من المكالمة الربانية، الاّ ان هناك فرقين:
اولهما:
ان معظم الوحي الذي هو أسمى واعلى من الالهام بكثير إنما يتم بوساطة الملائكة، بينما اغلب الالهام يتم دون وساطة. ولإيضاح ذلك نورد المثال الآتي:
من المعلوم ان هناك شكلين من صور التخاطب واصدار الاوامر للسلطان:
الاول: باسم الدولة وعظمتها وحاكميتها وسيادتها على الجميع. فيرسل احد مبعوثيه الى احد ولاته، ويجتمع - أحياناً - معه، ومن ثم يبلّغ الامر، وذلك اظهاراً لعظمة تلك الحاكمية واهمية ذلك الامر.

لايوجد صوت