الآية الكبرى | الشعاع السابع | 35
(1-108)

القوة والوضوح - على ارجاء عالم الغيب كافة. فتأتي الشهادة لوجوده وتوحيده سبحانه من لدن علاّم الغيوب. وهي شهادة الوحي والالهام وهي أقوى بكثير من شهادة الكائنات والمخلوقات؛ إذ لا يدع سبحانه تعريف ذاته ولا دلائل وجوده ووحدانيته، محصوراً في شهادة مخلوقاته وحدها، بل يتكلم كلاماً أزلياً يليق بذاته، فلا حدّ ولا نهاية لكلام مَن هو حاضر وناظر بقدرته وعلمه في كل مكان. ومثلما يعرّفه معنى كلامه، فان تكلمه ايضاً يعرّفه بصفته
نعم، ان تواتر مائة ألف من الانبياء عليهم السلام واتفاقهم في جميع إخباراتهم الصادرة من الوحي الإلهي، ودلائل ومعجزات الكتب المقدسة والصحف السماوية التي هي الوحي المشهود وثماره، والتي صدقتها الاكثرية المطلقة للبشرية واقتدت بها، واهتدت بهديها.. جعل السائح يفهم بداهة أن الوحي حقيقة ثابتة لامراء فيها.وفهم كذلك ان حقيقة الوحي تفيد خمس حقائق قدسية وتؤكدها وتنورها:
اولاها: ان التكلم وفق مفاهيم البشر وبمستوى عقليتهم هو الذي يطلق عليه (التنزلات الإلهية الى عقول البشر) .. نعم، ان الذي أنطق جميع ذوي الارواح من مخلوقاته، ويعلم ما يتكلمونه، تقتضي ربوبيته ان يصب معاني كلامه الازلي في كلمات يتيسر للبشر ان يتلوها بين كلامهم.
ثانيتها: ان الذي برأ الوجود معجزةً، وملأه بمعجزاته الباهرة لتُفصح عنه وجعلها ألسنةً ناطقة بكمالاته، لابد أنه سيعرّف ذاته ايضاً بكلامه هو.
ثالثتها: ان الذي يقابل فعلاً مناجاة الناس الحقيقيين وشكرهم، وهم خلاصة الموجودات وزبدتها وأكثرهم حاجة واشدهم شوقاً وأرقهم لطفاً، فان مقابلة تلك المناجاة والشكر بكلامه سبحانه هي من شأن الخلاقية.
رابعتها: ان صفة المكالمة التي هي ضرورية لازمة وظاهرة

لايوجد صوت