الآية الكبرى | الشعاع السابع | 32
(1-108)

وعلى صفاته القدسية. وان ما أخبرت به من اخبار كثيرة يوافق بعضه بعضاً، ويطابقه مطابقة تامة. فتوافق هذه الاخبار غير المحدودة، وتطابقها دليل لك كالشمس) . فوعى السائح ما يقصدونه، وتألق نور ايمانه وسطع، حتى عرج صاعداً الى السماوات.
وهكذا ذكرت اشارة قصيرة لما أخذه هذا السائح من درس الملائكة في المرتبة الحادية عشرة من المقام الاول:
[لاإله إلاّ الله الواجب الوجود الذي دلّ على وجوب وجوده في وحدته: اتفاق الملائكة المتمثلين لأنظار الناس، والمتكلمين مع خواص البشر، باخبارهم المتطابقة المتوافقة].
* * *
ثم ان ذلك المسافر المتلهف المشتاق، بالدرس الذي تلقاه من ألسنة طوائف معينة ومن أحوالها، في عالم الشهادة والجانب الجسماني والمادي منه، اشتاق القيام بمزيد من السياحة والاسفار والتحري والبحث عن الحقيقة فتقدم الى مطالعة: ما في عالم الغيب وعالم البرزخ ايضاً. فانفتح امامه باب (العقول المستقيمة المنورة والقلوب السليمة النورانية) اللتان لاتخلو منهما طائفة من طوائف البشر، فالعقل والقلب هما بحكم نواة الانسان ولبّه وبفضلهما استطاع ان يصبح ثمرة الكون، ويملكان من القدرة على الانبساط والاتساع ما يمكنهما ان يطويا العالم كله رغم صغرهما، فرأى السائح:
ان القلوب والعقول برازخ انسانية بين عالمي الغيب والشهادة، فالعلاقات والعلامات بين ذينك العالمين - بالنسبة للانسان - تجري في تلك النقاط؛ لذا خاطب عقله وقلبه معاً قائلاً: (أقبلا، فان اقصر الطرق الموصلة الى الحقيقة هي من بابكما فهيا لنستفد بمطالعتنا العقول والقلوب المتصفة بالايمان ودراستنا كيفياتهما وألوانهما، فهذا درس لا يؤخذ من الألسنة كما هو الحال في الطرق الاخرى) . فباشر يقلب صفحات العقول وينشر صفحات القلوب ممعناً النظر مطيلاً

لايوجد صوت