الآية الكبرى | الشعاع السابع | 30
(1-108)

وحينما كان يؤوب ذلك المسافر المتأمل من مدرسة العلماء ألحف عليه شوق ملح الى زيادة الايمان وانكشافه واستولت عليه رغبة عنيفة الى رؤية الانوار والأذواق التي هي في طريق الارتقاء من درجة علم اليقين الى مرتبة عين اليقين. فدعاه ألوف وملايين (الاولياء الصالحين) المرشدين السامين الذين سعوا الى الحقيقة، وبلغوا الحق، ووصلوا مرتبة عين اليقين بسموهم وعروجهم تحت ظل المعراج الاحمدي وعلى أثر الرسول صلى الله عليه وسلم في الجادة المحمدية الكبرى، دعاه هؤلاء الى محل ذكر عظيم بهيج، ومقام إرشاد قويم كريم، يشع فيضاً ونوراً يملأ الارجاء كلها ويتدفق نابعاً من تلاحق ما لا يحد من تكاياهم وزواياهم ومرابطهم فدخل ورأى ان اهل الكشف والكرامات هؤلاء يرددون بالاتفاق والاجماع: (لاإله إلاّ هو) معلنين به وجوب وجود الرب سبحانه وتعالى، ووحدانيته، مستندين الى كشفياتهم وكراماتهم ومشاهداتهم.
نعم، كما يستدل على الشمس بألوان ضيائها السبعة؛ فان حقيقة التوحيد كذلك يصدقها هؤلاء الافذاذ العارفون والجهابذة المنورون بالاجماع والاتفاق، وهم يمثلون اهل الطرق المتنوعة الصادقة واصحاب المسالك المختلفة الصائبة وذوي المشارب العديدة الحقة الذين اصطبغوا بسبعين لوناً، بل بعدد اسماء الله الحسنى، من الالوان المنورة المتباينة، والانوار الملونة المختلفة المتجلية على القلوب والافاق من نور الابد والأزل.
وقد شاهد السائح تجلى تلك الحقيقة الباهرة؛ بعين اليقين. لذا رأى ان حقيقة يُجمع عليها الانبياء عليهم السلام، ويتفق على صدقها العلماء الاصفياء، ويتوافق معها الاولياء الصالحون لهي حقيقة أسطع من ضوء النهار الدال على الشمس.
وهكذا ذكرت في المرتبة العاشرة من المقام الاول اشارة مختصرة الى ما أخذه هذا المسافر من فيض في المرابط الصوفية وزواياهم:

لايوجد صوت