الآية الكبرى | الشعاع السابع | 31
(1-108)

[لاإله إلاّ الله الذي دلّ على وجوب وجوده في وحدته: إجماع الاولياء بكشفياتهم، وكراماتهم الظاهرة المحققة المصدّقة].
* * *
ثم ان ذلك السائح أراد بكل لطائفه وقواه أن يزداد رقيّاً وسمواً في قوة الايمان وانكشاف معرفته لله، لعلمه بأن محبة الله الناشئة من الايمان بالله، والمتفجرة من معرفته، هي أعظم كمال إنساني وأهمه وأوسعه، بل هي منبع جميع الكمالات واساسها؛ لذا رفع رأسه ناظراً في السماوات وخاطب عقله:
ما دامت الحياة هي اغلى شئ في الكون، والموجودات كلها مسخرة للحياة، وأن أثمن ذوي الحياة هم ذوو الروح، وأرقى ذوي الارواح هم ذوو الشعور.. وما دامت الكرة الارضية - لأجل هذه المنزلة الرفيعة - تخلى في كل عصر وفي كل سنة، وتملأ باستمرار، تكثيراً لذوي الحياة. فلابد - ولامحالة - ان تكون لهذه السماوات العُلى المزينة، سكنتها واهلوها المتلائمون معها من ذوي الحياة وذوي الارواح وذوي المشاعر. حتى نقلت روايات متواترة تؤكد رؤية (الملائكة) والتكلم معهم منذ القديم، كتمثل جبرائيل عليه السلام في صورة انسان وظهوره امام الصحابة في مجلس الرسولy.
فقال السائح: ليتني اصل الى شرف رؤية اهل السماوات، وليتني أقف على ما عندهم حول حقيقة الايمان والتوحيد. لأن أهم شهادة في حق خالق الكون هي شهادتهم.. ولم يكد يتم حديثه حتى سمع فجأة كأن هاتفاً سماوياً يقول:
(ما دمت تريد أن تلتقي معنا، وتستمع الى درسنا، فاعلم: ان المسائل الايمانية التي أُنزلت بوساطتنا الى جميع الانبياء وفي مقدمتهم محمد y بالقرآن الكريم، قد آمنا بها نحن اولاً. واعلم كذلك ان جميع الارواح الطيبة منا، والمتمثلة للانسان قد شهدت كلها بلا إستثناء وبالاتفاق على وجوب وجود خالق الكون، وعلى وحدانيته،

لايوجد صوت