الآية الكبرى | الشعاع السابع | 28
(1-108)

كذلك مدى ما يستحقونه من عذاب أليم خالد.. وعرف ايضاً مدى صواب وأحقية الذين صدقوهم وآمنوا بهم فدخلوا حظيرة الايمان. فبدت أمامه بذلك مرتبة عظمى هائلة لقدسية الايمان وسمو التوحيد.
نعم،ان المعجزات التي لاحصر لها تصديق فعلي من لدن الحق سبحانه وتعالى للأنبياء عليهم السلام، والصفعات السماوية التي نزلت بالمنكرين المعارضين لهم أظهرت أحقيتهم وتأييد الله لهم، وكمالاتهم الشخصية وارشاداتهم السديدة دالة على انهم على حق أبلج، وقوة ايمانهم وغاية جديتهم ونهاية تجردهم تشهد كلها على صدقهم وصواب دعوتهم، وما في ايديهم من الكتب والصحف المقدسة، وتلاميذهم غير المحدودين الذين بلغوا الحقيقة وارتقوا الى الكمال واهتدوا الى النور باتباعهم لهم، يشهدكلها على أحقية سبيلهم وصواب طريقهم. وعلاوة على كل هذا فان اجماع اولئك المبلّغين الصادقين في المسائل المثبتة لهو حجة قاطعة على صدق الايمان وقوة عظيمة تعزز حقيقته بحيث لا تستطيع قطعاً اية قوة في العالم ان تصارعها. فهي حقيقة دامغة تنحسر امامها كل شبهة او ريب.
فعلم السائح حكمة كون تصديق الرسل كافة ركناً من اركان الايمان، وكيف انه ينبوع دفاق ومصدر قوة عظيمة لايمانه، فسرعان ما انكب يغترف من هذا الينبوع الثر.
وقد ذكر في المرتبة الثامنة من المقام الاول ما يفيد معنى الدرس المذكور لهذا السائح:
[لا إله إلاّ الله الذي دلّ على وجوب وجوده في وحدته: إجماع جميع الانبياء، بقوة معجزاتهم الباهرة، المُصّدقّةِ المُصَدّقَة].
* * *
وحينما كان السائح الطالب الذي تذوق مذاقات سامية من قوة الايمان وتنسم انسام الحياة صافية خالصة، يرجع من مجلس الانبياء

لايوجد صوت