برهان باهر على وجوب وجود (الحي القيوم) وشاهد حق على صفاته السبعة الجليلة وآية صدق على وحدانيته جل وعلا. أي أن حقيقة الاحياء تدفع الى الوجود شهود إثبات بعدد ذوي الأرواح كلها.
ثانيتها: حقيقة التمييز والتزيين والتصوير التي تتضح من خلال تلك المصنوعات غير المحدودة التي يختلف بعضها عن بعض بعلامات فارقة متميزة في الوجوه، وباشكال مزينة جميلة متباينة، وبمقادير موزونة دقيقة مختلفة، وبصور منتظمة منسقة. فهي حقيقة قوية عظمى بحيث لايمكن ان يمتلك هذا الفعل المحيط الذي يُبرز عياناً ألفاً من الحِكَمْ والخوارق سوى القادر على كل شئ، والعالم بكل شئ، وليس هناك إمكان أو احتمال آخر قط.
ثالثتها: حقيقة فتح صور تلك الحيوانات غير المحدودة بمئات الآلاف من الأشكال والانماط، من بيوض وبويضات متماثلة معدودة، ومن قطرات محدودة، متشابهة أو مختلفة بفارق طفيف.. ففتح تلك الصور - التي هي بحد ذاتها معجزة الحكمة - بانتظام كامل، وموازنة تامة، دونما خطأ ولا زيادة او نقصان، انما هو حقيقة ساطعة باهرة تستقى نورها من دلائل وأسانيد بعدد الحيوانات جميعها.
وهكذا شاهد السائح عالم الطيور والحيوانات وتلّقى درساً كاملاً من دلالة هذه (الحقائق الثلاث) المتفقة، دلالة واضحة على ان جميع أنواع الحيوانات تشهد قائلة معاً: (لا إله إلا هو) حتى غدت الارض كأنها انسان ضخم جداً، تذكر (لا إله إلا هو) بنسبة كبرها وضخامتها فتملأ من شدتها وقوتها قبة السماء حتى يسمعها اهل السماوات.
وقد ذكر في المرتبة السابعة من المقام الاول لبيان هذه الحقائق ما يأتي:
[لا إله إلاّ الله الواجبُ الوجود الذي دلّ على وجوب وجوده في وحدته: إتفاقُ جميع أنواع الحيوانات، والطيور، الحامدات الشاهدات بكلمات حَواسِّها، وقواها، وحسياتها، ولطائفها، الموزونات