الآية الكبرى | الشعاع السابع | 24
(1-108)

والتصوير الاراديين برحمة، وهي واضحة وضوح النهار - حقيقةً ومعنىً - فالتمييز بين تلك الانواع والافراد غير المحدودة غرض مقصود، والاختلاف والتباين بينها حكمة مطلوبة، ولمسات التجميل والتحسين رحمة مرادة، وهذه الحقيقة واضحة وضوحاً لايدع مجالاً قط لنسبتها الى المصادفة، مما يُظهر عياناً انها آثار الصانع الحكيم ونقوشه البديعة.
ثالثتها: حقيقة فتح صور المصنوعات غير المحدودة، بمئات الآلاف من الانماط المختلفة والاشكال المتنوعة فتحاً من حبوب معدودة متشابهة، ومن نوى محدودة متماثلة، واستنباتها في غاية الانتظام والميزان وبمنتهى الزينة والجمال، رغم انها بسيطة جامدة ومختلطة بعضها ببعض. ففتح صور كل فرد من أفراد تلك الأنواع المتباينة - التي تربو على مائتي ألف نوع - كل على إنفراد، بانتظام كامل، وبموازنة تامة، وبحيوية وحكمة، وبدون خطأ، لهو حقيقة ساطعة جلية أسطع من الشمس..
ففهم السائح ان هناك شهوداً ودلائل اثبات على تلك الحقيقة بعدد أزهار الربيع، وبعدد أثماره وبعدد أوراقه وموجوداته فعبّر عمّا جاش في قلبه من معان كريمة فقال: الحمد لله على نعمة الايمان.
ولبيان هذه الحقائق والشهادات ذكر في المرتبة السادسة من المقام الاول الآتي:
[ لا إاله إلاّ الله الواجب الوجود الذي دلّ على وجوب وجوده في وحدته: اجماع جميع أنواع الاشجار والنباتات، المسبحات الناطقات: بكلمات أوراقها الموزونات الفصيحات، وأزهارها المزينات الجزيلات، واثمارها المنتظمات البليغات، بشهادة عظمة إحاطة حقيقة: الانعام، والاكرام، والاحسان، بقصدٍ ورحمةٍ. وحقيقة: التمييز، والتزيين، والتصوير، بارادةٍ وحكمةٍ، مع قطعية دلالة حقيقة فتح جميع صورها الموزونات المزيّنات المتباينة المتنوعة غير المحدودة،

لايوجد صوت