الآية الكبرى | الشعاع السابع | 67
(1-108)

إن الكلام الإلهي سبحانه لانهاية له، وذلك بسر الآية الكريمة: ﴿قل لو كان البحرُ مِداداً لكلماتِ ربي﴾(الكهف: 109).
فالكلام أظهر دليل على معرفة وجود المتكلم، اي أن هذه الحقيقة (التكلم الإلهي) تشهد شهادات غير متناهية على وجود المتكلم الازلي سبحانه وعلى وحدانيته. ولقد جاءت شهادتان قويتان لهذه الحقيقة بما بُيّن في المرتبتين الرابعة عشرة والخامسة عشرة من هذه الرسالة من حيث الوحي والالهام، وجاءت شهادة اخرى واسعة في المرتبة العاشرة منها حيث أشير الى الكتب المقدسة السماوية، وهناك شهادة اخرى ساطعة وباهرة وجامعة هي في المرتبة السابعة عشرة حيث القرآن الكريم المعجز. فنحيل بيان هذه الحقيقة وشهادتها الى تلك المراتب.
وهكذا فقد كانت أنوار واسرار الآية الكريمة: ﴿شَهد الله أنه لاإله إلاّ هو والملئكةُ وأولوا العلم قائماً بالقسطِ لا إله إلاّ هو العزيزُ الحكيم﴾(آل عمران: 18) التي اعلنت هذه الحقيقة إعلاناً معجزاً، وافادت شهادتها مع شهادة بقية الحقائق، كانت كافية ووافية لصاحبنا السائح حتى انه لم يستطع ان يتجاوزها.
فذكرت في المرتبة التاسعة عشرة من المقام الاول إشارة لمعانٍ مختصرة لما تلقاه هذا المسافر من درس في هذا المقام القدسي:
[لا إله إلاّ الله الواجب الوجود الواحد الاحد، له الاسماء الحسنى، وله الصفات العليا، وله المثل الاعلى، الذي دلّ على وجوب وجوده في وحدته: الذاتُ الواجب الوجود، باجماع جميع صفاتِهِ القدسيّةِ المحيطة، وجميع اسمائه الحسنى المتجلية، وباتفاق جميع شؤوناته وافعاله المتصرفةِ، بشهادة عظمةِ حقيقةِ تبارزِ الالوهية في تظاهر الربوبية، في دوام الفعالية المستولية، بفعل الايجاد والخلق والصنع والابداع بارادةٍ وقدرةٍ، وبفعل ِالتقدير والتدبير والتدوير باختيار وحكمةٍ، وبفعل التصريف والتنظيم والمحافظة والادارة والاعاشة

لايوجد صوت