الآية الكبرى | الشعاع السابع | 81
(1-108)

الحقيقة الثالثة
حقيقة الايجاد والابداع
اي ايجاد الموجودات - وبخاصة النباتات والحيوانات - بكثرة مطلقة، في سرعة مطلقة، مع إنتظام مطلق.. وخلق المخلوقات بسهولة مطلقة، في غاية الحسن والجمال مع المهارة المتقنة والانتظام الكامل.. وابداع المصنوعات في غاية النفاسة والجودة والتمييز الواضح مع منتهى الوفرة وغاية الاختلاط والامتزاج.
نعم، ان ايجاد الاشياء في منتهى الكثرة بمنتهى السرعة، وفي منتهى السهولة واليسر بمنتهى الاتقان والمهارة وبالدقة والانتظام، وفي منتهى الجودة وغلاء القيمة والتميز مع منتهى الوفرة والمبذولية دون خلط او لبس او اختلال رغم كثافة الفروق والتباينات.. لايمكن ان يتم هذا الايجاد - ولن يتم - إلاّ بقدرة قادر واحد احد لايؤوده شئ ولايصعب على قدرته شئ.
نعم، ولكي ندرك ما نراه ونشاهده بأعيننا ينبغي أن تكون النجوم والذرات على حد سواء أمام تلك القدرة. وأكبر الاشياء كأصغرها والافراد غير المحدودة للنوع كالفرد الواحد منه، والكل المحيط العظيم كالجزء الصغير الخاص، واحياء الارض الهائلة كاحياء شجرة واحدة، وانشاء الشجرة الشاهقة كايجاد بذرة متناهية في الصغر.
وبهذا السر المهم الذي تتضمنه هذه المرتبة التوحيدية، وهذه الحقيقة الثالثة وكلمة التوحيد، أي: كون اكبر (كلّ) كأصغر (جزء) امام القدرة الربانية دون ان يكون أدنى فرق بين الكثير والقليل، تنكشف الاسرار الدقيقة الخفية للقرآن الكريم. وببيان وتوضيح هذه الحكمة المحيرة واللغز العظيم الذي هو خارج طور العقل - مع انه اهم اساس للاسلام واعمق مدار للايمان واللبنة الكبرى للتوحيد -

لايوجد صوت