واسمُ ذلك الرسول (فيروز) كما ورد في بعض الروايات
وأخبر عن كتاب حاطب بن أبي بلتعة الذي أرسله سراً الى كفار قريش. فأرسل y علياً والمقداد رضي الله عنهما بأن في الموضع الفلاني جارية معها رسالة. فأتوني بها، فذهبا واتيا بالرسالة في المكان الذي وصفه الرسول y، واستدعى حاطباً وقال له: ما الذي حَمَلك على هذا؟ فابدى عذره فقَبِل منه(3). وهذه رواية صحيحة ثابتة.
وثبت أيضاً انه y قال في عتبة ابن أبي لهب: (يأكله كلبُ الله)(4) فأخبر عن عاقبته المفجعة، وبعد مدة من الزمن ذهب عتبة متوجهاً نحو اليمن فجاءه سبع وأكله. فصدّق دعاءه عليه.
ونقل نقلاً صحيحاً: (ان الرسول y لما فتح مكة أمر بلالاً رضي الله عنه بأن يعلو ظهر الكعبة ويؤذن عليها. وأبو سفيان بن حرب وعتاب بن أسيد والحارث بن هشام وهم رؤساء قريش جلوس في فناء الكعبة. فقال عتاب: لقد أكرم الله أسيداً اذ لم ير هذا اليوم. وقال الحارث: أما وَجَد محمدٌ مؤذناً غير هذا الغراب الأسود!
فقال أبو سفيان: لا أقول شيئاً، ولو تكلمتُ لأخْبَرَتْه هذه الحصباء. فخرج عليهم النبي y وقال: لقد علمتُ الذي قلتُم وذكرَ مقالتهم.
فقال الحارث وعتاب: نشهدُ انكَ رسولُ الله، ما اطّلع على هذا أحدٌ كان معنا فنقول به)(1).
فيامن لا يؤمن بهذا النبي الكريم ويا أيها الملحد!
-----------------------------------------------------
(3) اصل الحديث رواه البخاري (5/184 - 185) وفي التفسير باب سورة الممتحنة، ومسلم (برقم 2494) في فضائل الصحابة، وابو دواود والترمذي وأحمد (1/80) من حديث علي.
(4) في حديث رواه الحاكم والبيهقي وابن اسحق من طرق صحيحة مسندة (الخفاجي 3/139) (علي القاري 1/664) وورد في كنز العمال (438 - 439) وعزاه مصنفه الى ابن عساكر، الا انه وضع شرطاً خلاصته ان ما عزاه الى ابن عساكر فهو من قبيل الضعيف، (1/10) وقال السيوطي في الخصائص (1/366): اخرجه ابن اسحاق وابو نعيم من طرق اخرى مرسلة.
(1) (الخفاجي 3/ 219 - 220) الشطر الاول اورده الحافظ ابن حجر في المطالب العالية. (4366). أما الحوار بين زعماء قريش فقد عزاه محقق زاد المعاد (3/ 409 - 410) الى ابن هشام (2/ 413).