تأمل في هذين العنيدين من رؤساء قريش كيف رأيا نفسيهما مضطرَّين الى الايمان، بما سَمِعاه من أخبارٍ غيبي واحد. فما أفسد قلبك وانتَ تسمع ألوفَ المعجزات من امثالها وكلها ثابتة بطرق التواتر المعنوي ومع ذلك لا يطمئن قلبُك... فلنرجع الى الصدد.
وثبت أيضاً انه y (أخبر بالمال الذي تركه عمُّه العباس رضي الله عنه عند أم الفضل (زوجه) بعد أن كتمه)(2) (فلما أسر ببدر وطُلبَ منه الفداء فقال: لا مال لي). فقال له y: ما صنع المال الذي وضعتَه عند أم الفضل. فقال: (ما عَلِمَه غيري وغيرُها. فأسلَمَ)(3).
وثبت أيضاً: ان الساحر الخبيث لبيد اليهودي عمل سحراً ليؤذي النبي y فشدّ الشعر على مشط، ودسّه في بئر، فأمر الرسول الأكرم y علياً والصحابة؛ أن يذهبوا الى البئر الفلانية ويأتوا بأدوات السحر، فذهبوا وأتوا بها، وكان كلما انحلَّت منه عقدةٌ وَجَد الرسول y شيئاً من الخفة(4).
وثبت أيضاً، ان الرسول الأكرم y قال لجماعة فيها أبو هريرة وحذيفة: (ضرسُ احدكم في النار مثلُ اُحد)(1)، فأخبر عن ردّة واحدةمن تلك الجماعة وبيّن عاقبته الوخيمة. قال أبو هريرة: (فذهب القوم ــ يعني
------------------------------------
(2) رواه احمد عن ابن عباس والحاكم وصححه والبيهقي عن عائشة بسند صحيح (الخفاجي 3/ 206 وعلي القاري 1/ 699) قال الهيثمي في المجمع (6/ 85): رواه أحمد وفيه راوٍ لم يسم وبقية رجاله ثقات.
(3) الشفا (1/ 343)، (الخفاجي 3/ 207).
(4) اصل الحديث رواه البخاري (4/ 148) في كتاب الطب وكتاب الادب. ورواه مسلم (4/ 1719 - 1720 برقم 2189) ورواه ابن ماجة بغير لفظهما (3545 في كتاب الطب 31/ باب السحر 45). ورواه أحمد (4/ 367) عن زيد بن أرقم و 6/ 57، 63، 97) عن عائشة بالفاظ مختلفة. راجع تعليقات محقق المشكاة على الحديث (3/ 174 برقم 5893).
(1) الشفا (1/ 342). رواه الطبراني عن رافع بن خديج بسند صحيح (الخفاجي 3/ 203) واخبار الرسول الله صلى الله عليه وسلم بأن أحد النفر في النار هو في (المجمع) (8/289 - 290) وفيه الواقدي وهو ضعيف وفي المجمع ايضاً (8/ 290) بنفس المعنى عن أوس بن خالد، قال الهيثمي: رواه الطبراني واوس بن خالد لم يرو عنه غير على بن زيد وفيهما كلام وبقية رجاله رجال الصحيح. اهـ . وروى مسلم عن ابي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ان ضرس الكافر أو ناب الكافر مثل احد وغلظ جلده مسيرة ثلاث (4/ 2189) وانظر المشكاة (3/ 103).