المعجزات الأحمدية | المكتوب التاسع عشر | 56
(1-165)

الجعد عن جابر بن عبد الله الانصاري رضي الله عنهما قال: عطش الناس يوم الحديبية والنبيy بين يديه ركوةٌ(3)، فتوضأ، فجهش الناس نحوهُ فقال: مالكم؟ قالوا: ليس عندنا ماء نتوضأ ولا نشرب، الاّ ما بين يديك. قال جابر: فوضع النبي y يده في الركوة فجعل الماء يثور من بين اصابعه، كامثال العيون، فشربنا وتوضأنا. قال سالم: قلت لجابر: كم كنتم؟ قال: لو كنا مائة الف لكفانا، كنا خمس عشرة مائة)(4) فترى ان رواة هذه المعجزة يبلغون الفاً وخمسمائة رجل من حيث المعنى لأن الانسان مفطور على ان يفضح الكذب ويقول للكذب هذا كذب، فكيف بهؤلاء الصحابة الكرام الذين ضحوا بارواحهم واموالهم وآبائهم وابنائهم واقوامهم وقبائلهم في سبيل الحق والصدق؟ فضلاً عن انه محال ان يسكتوا على الكذب بعدما سمعوا التهديد المرعب في الحديث الشريف (من كذب عليَّ متعمداً فليتبوأ مقعده من النار . فماداموا لم يعترضوا على الخبر بل قبلوه ورضوا به، فقد أصبحوا اذاً مشتركين في الرواية ومصدِّقين لها من حيث المعنى.
المثال الثالث:
 تروى الكتب الصحاح (ومنها البخاري ومسلم)(1) في ذكر غزوة (بُواطٍ)(2) أن جابراً قال: (قال لي رسولُ الله y: يا جابر نادِ الوضوء) فقيلَ لا يوجد لدينا الماء. فأراد ماء يسيراً. (فأُتي به النبي y فغمزه(3)، وتكلّم بشئ لا ادري ما هو. وقال: نادِ بجفنة الركب، فاتيتُ فوضعتها بين يديه، وذكر ان النبي y بَسَط يده في الجفنة وفرّق اصابعه
------------------------------------------------------
(3) (الركوة): اناء من جلد يستعمل للماء.
(4) رواه البخاري في الانبياء: باب علامات النبوة، وفي المغازي: باب غزوة الحديبية، وفي تفسير سورة الفتح: باب: (اذ يبايعونك تحت الشجرة)، وفي الأشربة: باب شرب البركة والماء المبارك. ومسلم برقم (1856).
(1) جزء من حديث طويل من طريق عبادة بن الوليد بن عبادة بن الصامت عن ابي اليسر وجابر رضي الله عنهم رواه مسلم (3006 الى 3014) في الزهد: باب حديث جابر الطويل وقصة ابي اليسر.
(2) (بواط): هي ثاني غزواتهص، وهي اسم لجبال بقرب الينبع.
(3) (غمزه) اي وضع يده فيها - (الجفنة): كالقصعة لفظاً ومعنى وهي التي تشبع عشرة.

لايوجد صوت